التحول الرقمي والتعبيرات الجديدة للمجتمع المدني الافتراضي بالمغرب

التحول الرقمي والتعبيرات الجديدة للمجتمع المدني الافتراضي بالمغرب

Digital transformation and new expressions of Virtual Civil Society in Morocco.

امزالي عبدالله / MZALI ABDELLAH

طالب باحث في القانون العام والعلوم السياسية

جامعة محمد الأول كلية الحقوق بوجدة

[email protected]

ملخص: أحدثت تكنولوجيا الاتصال تحولا عميقا في المجتمع المغربي شمل مختلف الميادين ومن بينها العمل المدني، فهذا الأخير شهد تغييرات مهمة نتيجة الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت في بناء مجتمع مدني افتراضي من خلال استثمار التقنية لتأسيس منابر إعلامية واتصالية فعالة مؤثرة تخاطب شرائح واسعة من أفراد المجتمع خاصة الشباب الذين كانوا في عزوف شبه كلي عن كل نشاط تطوعي. فقد شجع الإنترنت على ظهور مؤسسات جديدة تساهم في لعب دور الوساطة السياسية والاجتماعية، من خلال دمقرطة النقاش العام وتشكيل أرضية مفتوحة لتعبئة الرأي العام خلف القضايا التي تهمه خاصة في ظل فقدان الثقة في المؤسسات التقليدية كلمات مفتاحية: المجتمع المدني الافتراضي – مواقع التواصل الاجتماعي – التحول الرقمي.ABSTRACT : Communication technology has caused a profound transformation in Moroccan society that includes various fields, including civil work. The latter witnessed important changes as a result of the large spread of social media sites that contributed to building a virtual civil society by investing technology to establish effective and effective media and communication platforms that address broad segments of society. Especially young people who were almost totally reluctant to volunteer activity. The Internet has encouraged the emergence of new institutions that contribute to playing the role of political and social mediation, by democratizing public debate and forming an open ground to mobilize public opinion behind the issues that concern it, especially in light of the loss of confidence in traditional institution.

مقدمة

عبر الزمن كانت هناك ابتكارات ساهمت في تغيير الحضارة البشرية وتطوير مسيرتها نحو الأفضل، والانترنت بلا شك هو من أبرز هذه الابتكارات التي غيرت مجرى التاريخ، فهو أتاح أرخص وأسرع وسيلة اتصال ونقل المعلومات في التاريخ الحديث مما غير من طريقة التواصل بين الأفراد وحتى المؤسسات.[1]

وتبرز الأهمية في هذا بالنظر لما اتاحه من إمكانيات غير محدودة للتعبئة والحشد من جهة، وكذا فضح ومواجهة السلوكيات الفاسدة ذات النزعة السلطوية من جهة أخرى، وهذا من بين التنبؤات التي تطرقت إليها كتابات ” دوغلاس كلنر”  والتي قدمها في شكل إعلان لناشطي الحركات الديمقراطية والحقوقية لأجل تنبيههم لأهمية الثورة الرقمية.[2] بالنظر إلى الاحتمالات التي تقدمها تكنولوجيا الانترنت والبريد الالكتروني، من أجل المقاومة وتعزيز نضالات التحديث.

إن الثقافة السيبرنيتية “CYBER CULTURE” تقدم نفسها كأحد التعبيرات الجديدة لتعزيز الثقافة المدنية، وبأنها شكل من أشكال التنظيم وسبيل لممارسة الديمقراطية في المستقبل،[3] وقد تطرق إلى أهمية هذه التعبيرات الباحث ” علي حرب ” بمناسبة التحولات التي عرفتها المنطقة العربية في العقدين الأخيرين بحيث اعتبرها بمثابة القوة الناعمة للتغيير في العالم العربي، قائلا: ” إذا كان لكل عصر ثورته فلكل ثورة أساليبها ومفرداتها، وإذا كان للثورة الرقمية والوسائطية دروسها، فهي أن القوة الناعمة برهنت أنها أقوى من الأنظمة السلطوية والاستبدادية وأجهزتها الأمنية، وهكذا نحن إزاء تحولات لم تصنعها السيوف والرشاشات، بل الكتب الرقمية والشاشات الخارقة للجدران الحديدية والعقائد المغلقة”.[4]

كما تحدث ” تشارلز تيللي” عن مصطلح الحشود الذكية، نتيجة الاستخدام الكثيف للرسائل القصيرة بعد ظهور الهاتف المحمول، ففي وقت ليس بعيد عن شيوع استخدام تكنولوجيا الانترنت ووسائل الاتصال تم استعمال الرسائل القصيرة لجمع التأييد وتعبئة المشاركين في تظاهرات المحتجين بالفليبين في العام 1998.[5]

في المغرب ساهم استخدام تكنولوجيات الاتصال وانتشار الانترنت في إعطاء دفعة قوية لتطور العمل المدني وأدى إلى تحولات هيكلية كبيرة في تأسيسه وممارسته وإدارته بفضل تحرره من العقبات البيروقراطية والتقنية التي تعيق تطور ممارساته في الواقع، وهكذا ظهرت للوجود أشكال جديدة من العمل المواطناتي عمادها الفضاءات الرقمية وأرضيتها شبكات التواصل الاجتماعي متمثلة في مجموعات افتراضية أثبتت فعاليتها في أرض الواقع رغم أنه لا يربط بين أفرادها أي رابط تنظيمي أو إداري.[6] هذه المجموعات تمكنت من استثمار التقنية في تأسيس منابر إعلامية واتصالية فعالة مؤثرة تخاطب من خلالها شرائح واسعة من الناس، وتمكنت من الوصول إلى فئات واسعة من أفراد المجتمع، واستقطاب قطاعات جديدة خاصة من الشباب الذين كانوا في عزوف شبه كلي عن كل نشاط تطوعي، وبفضلها اقتحم العمل التطوعي مجالات جديدة كالبيئة ومحاربة تسلط الإدارة بعد أن كان محصورا في العمل الخيري وفي مجالات تقليدية كالتطبيب والتعليم والمساعدات المباشرة،ويبقى التحول الأهم في المغرب هو ظهور مجتمع مدني افتراضي له فلسفته ومحدداته ورموزه، وهو مجتمع يكبر ويتوسع كل يوم، ويعبر عن نفسه من خلال خطاب جديد عبر المنصات الاجتماعية يمجد العمل المدني ويشيد به ويعلي من شأنه بعد أن عانى من النظرة المجتمعية السلبية التي كانت ترى فيه تضييعا للوقت وهدرا للمال، وهذا يؤكد ما ذهب إليه الباحث “جوهر الجموسي” عندما قال أنه يعاد اليوم في مجتمعاتنا العربية، كما في أغلب بلدان العالم، توزيع علاقات القوة بين المجتمع والدولة، والفرد والدولة والمؤسسات بتأثير وسائط الاتصال الحديثة ومصادرها المفتوحة. [7]

وانطلاقا من هذا سنحاول في هذا المقال دراسة تأثير التحول الرقمي على بناء ثقافة مواطنة فاعلة في المجتمع المغربي وفق التساؤل التالي: إلى أي حد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات الشبابية الافتراضية في تغيير أشكال العمل المدني وفعاليته ومجالات ممارسته ؟

الفرع الأول: مواقع التواصل الاجتماعي وتطور أنماط المشاركة المواطنة

ظهر مفهوم الشبكات الاجتماعية كمصطلح فلسفي منذ القرن الثامن عشر، لكن الجديد هو تحويله من فرضية اجتماعية إلى واقع تقني عبر الإنترنت ووسائل الاتصال المتقدمة، مما نقل الفرضية إلى الفضاء الالكتروني وشكلت ظاهرة جديدة على العالم. وتشمل هذه الشبكات كل مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الاتصالية التي يتواصل من خلالها المتصحفين من مستخدمي الأنترنت، ولا تفصل بينهم أيه عوامل مثل السن أو النوع أو المهنة أو الجنسية، فهؤلاء تجمعهم ميول واهتمامات مشتركة.[8] 

وقد أطلق أول موقع تواصل اجتماعي في العالم سنة 1997 وهو “SixDegrees.Com” لتبادل الأخبار بين الطلاب في الجامعات. ليدخل العالم مع الألفية الثالثة إلى ثورة من نوع آخر بوصول محرك “GOOGLE” لثلاثة بليون موقع في فهرسته، وعرفت هذه الفترة بداية انتشار مواقع التواصل الاجتماعي مثل “MySpace” وكذلك موقع “LinkedIn”  والمدونات “web blogs” التي عرفت فيما بعد شهرة في كل أنحاء العالم، وفي عام 2005 أعلن “Marc Zackerberg” عن “FACEBOOK” حيث ازداد التركيز على إنشاء المواقع ذات التواصل مع المستخدم والتي تعتمد على تقديم الطلبات، الصور، الأغاني، تبادل المعلومات. [9]

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الباحثين أكدوا ابتداء من سنوات السبعينات أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال تدعم الثقافة الديمقراطية بشكل إيجابي، كما شدد آخرون خلال سنوات الثمانينيات على دورها في دفع الأنظمة غير الديمقراطية نحو مزيد من التداول والمشاركة المباشرة للمواطنين في الحياة السياسية، وهكذا في إطار أزمة الديمقراطية التمثيلية، ومع انتشار الانترنت وازدياد استعماله وسهولة الوصول إليه، ارتفعت التوقعات الجديدة التي تشير إلى أن الإعلام الجديد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال الجديدة تقدم وسيلة للتواصل يمكن الوثوق بها لما  تضمنه من قدرات هائلة لتخزين المعلومات، وتقلل من تكاليف عمليات الاتصال، وبالتالي يمكن أن تساهم في تقويم المسار السياسي والأداء الحكومي.[10]

وخير شاهد ما وقع في إسبانيا سنة 2004، فقد مثلت المظاهرات التي عرفتها إسبانيا في 13 مارس 2004، عقب تفجيرات مدريد الإرهابية تحديا مهما للبحث في ميدان التواصل السياسي، حيث تم اللجوء لأول مرة في البلاد، إلى تكنولوجيا الاتصال من أجل تنظيم العصيان المدني السلمي ومطالبة الحكومة بكشف الحقائق وراء هذه الأحداث.[11]

والحقيقة، أن الشبكات الاجتماعية تمثل اليوم أهم ثورة إلكترونية عرفتها البشرية في مجال التواصل الاجتماعي والتفاعل الدائم بين أعضاء البنى الاجتماعية، بحيث ساهمت في بناء مجتمع إلكتروني تفاعلي يتيح أسرع الطرق للتواصل وأبسطها لتلبية حاجات ورغبات المتفاعلين، ومن أشهر الشبكات الاجتماعية وأكثرها جماهيرية في المغرب هناك  “FACEBOOK” و “TWITTER”، وقد وصل عدد الحسابات المغربية في الموقعين لأكثر من عشرة ملايين. كما وصل الأمر حاليا إلى استخدامها كوسيلة تسهم في الحراك الاجتماعي وبناء ثقافة مواطنة فاعلة ومؤثرة على أرض الواقع.[12]

وقد وفرت هذه الشبكات فتحا ثوريا نقل الإعلام إلى أفاق غير مسبوقة، وأعطى مستخدميها فرصا كبرى للتأثير والانتقال عبر الحدود بلا قيود أو رقابة إلا بشكل نسبي ومحدود، رغم المحاولات المتكررة في السنوات الأخيرة من طرف الحكومة المغربية لتقنين استعمال هذه الشبكات بعد أن أوجدت هذه الشبكات الالكترونية قنوات للبث المباشر مع جمهورها في تطور أحدث تحول في جوهر الممارسة الاتصالية المعروفة، كما حد من احتكار صناعة الرسالة الإعلامية لينقلها إلى مدى أوسع وأكثر شمولية، وبقدرة تأثيرية وتفاعلية لم يتصورها خبراء الاتصال، وقد أبرزت الأحداث الكبرى التي عرفها المغرب في العقدين الأخيرين قدرة هذه الشبكات على التأثير في تغيير ملامح المجتمع، وإعطاء قيمة مضافة إلى الحياة السياسية.[13]

وفي هذا السياق، قام النشطاء المغاربة بالاعتماد على ما تتيح وسائل الإعلام الإلكتروني من إمكانيات، بخلق مجموعة من الأشكال النضالية أبرزها حملة المقاطعة التي أحدثت رجة كبرى منذ انطلاقها يوم 20 أبريل 2018 عبر وسائل التواصل الاجتماعي وناد فيها النشطاء بمقاطعة منتجات شركات “أفريقيا غاز” للمحروقات، وشركة “سيدي علي” للمياه المعدنية ثم شركة “سنترال دانون” للحليب.[14] وقد شكلت حملة المقاطعة هذه وسيلة ضغط قوية من أجل الدفع بهذه الشركات لخفض أثمان منتجاتها، في الوقت الذي يواجه فيه المغاربة ظروفا اقتصادية صعبة. وإذا كانت الدوافع المعلنة لدعوات المقاطعة كانت تحمل طابعا اقتصاديا صرفا مرتبطا بغلاء المعيشة وبانخفاض القدرة الشرائية للمواطن المغربي، فإنه بالمقابل يمكن أن تقرأ أيضا باعتبارها شكلا من أشكال النشاط المواطناتي الفعال، على اعتبار أن الشبكات التواصلية تعتبر وسيلة خالية من المخاطر من أجل التعبئة الاجتماعية والسياسية، بحيث تمكن النشطاء والفاعلين المدنيين من المشاركة والتأثير في الرأي العام من دون أن يتعرضوا لضغوطات السلطة، وفي المحصلة قامت هذه الشركات بخفض ثمن مبيعاتها.

كما استطاع الضغط الذي مارسه النشطاء في الشبكات التواصلية تحقيق نجاحات يمكن وصفها بالاستثنائية، ولأول مرة في تاريخ المغرب بحيث دفعت مؤسسة القصر الملكي إلى إصدار ثلاث بيانات توضيحية في ما عرف بقضية “DANIEL GALVAN” الذي حظي بعفو ملكي رغم أنه كان معتقلا في قضية أخلاقية لاغتصابه 11 طفلا. فور ما تسرب الخبر عبر هذه الشبكات حتى انتشرت موجة من السخط وضعت قرارا ملكيا تحت مجهر النقد، وتم إلغاء قرار العفو وتسليم المجرم إلى السلطات الاسبانية.[15]

وفي سياق آخر، مرتبط بتصريحات الوزيرة “شرفات أفيلال” حول معاشات الوزراء والبرلمانيين المغاربة بوصفها بأنها فقط “زوج فرانك”، حصل استياء عام وصل حد إطلاق عريضة شعبية والتعبئة لها من طرف الآلاف من الناشطين المغاربة عبر الشبكات التواصلية تطالب الحكومة المغربية بمراجعة نظام المعاشات الذي يثقل كاهل ميزانية البلاد واعتبار مهمة البرلماني مهمة انتدابية محدودة الزمن وليس مهنة تستوجب معاشا طوال العمر ونفس الشيء ينطبق على الوزراء وكبار المسؤولين المغاربة وأمام الضغط الذي مارسه النشطاء اضطرت أحزاب سياسية إلى إدراج بند تعديل نظام المعاشات في برامجها.

من جانب آخر، أطلق مجموعة من الناشطين المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي مبادرة رائدة لقيت صدى واسع تحت اسم “خليك فدارك” والتي جاءت بالموازاة للجهود وللتوجيهات الرسمية إبان بداية انتشار جائحة كورونا في المغرب، وقد أظهر الناشطون من خلالها حس وطني عال وتوجه تضامني قوي خاصة بعد تسبب الفيروس المستجد في انهيار المنظومات الصحية لكل الدول التي انتشر بها، وبالتالي راهنت المبادرة على المواطن ووعيه، بالحث على ضرورة احترام التدابير الوقائية لحماية نفسه أولا والإحاطة ببقية مكونات المجتمع. انطلاقا من أن الوعي المجتمعي بالمشكلات هو أساس الخروج من الأزمة والتفاعل الإيجابي الذي فيه توفير للإمكانيات والطاقات البشرية وأيضا مجموعة من الأفكار المتجددة والآراء التي يمكن لها أن تساهم في ايجاد حلول فعالة[16].

فقد فتحت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب فرصا عديدة للمشاركة المدنية الفاعلة والفعالة على نطاق أوسع، بحيث أعادت صياغة مفهوم المشاركة المواطنة ليس فقط من خلال حالة الاحتجاجات المدنية والسياسية إبان حراك الربيع العربي فحسب، بل أيضا على صعيد المشاركة اليومية للمواطن واهتمامه بالمواضيع والقضايا العامة.[17]

و قد أرجع الباحث “سعيد بنيس” هذا التحول إلى بروز فاعلية جديدة شعبية افتراضية، في مقابل تراجع بنيات الوساطة الكلاسيكية، لا سيما منها الأسرة والمدرسة والجمعية والحزب والنقابة. فتحقق العلاقات الاجتماعية واستمراريتها أصبح يرتهن بالتوافقات الاتصالية التي تحكمها شبكات اجتماعية بعينها كما هو الشأن بالنسبة لمواقع “FACEBOOK” و “TWITTER” و ” WHATSAPP”، حيث الانتماء الاجتماعي تم تعويضه بالانتماء إلى المجموعات الافتراضية التي أتاحتها هذه الشبكات، بحيث خلق عالم جديد من الاتصال والتعارف ومناقشة الموضوعات والطابوهات المحظورة، بعيدا عن الفضاء العام الذي يتحفظ على هذه الموضوعات. وهو ما يمكن اعتباره هروبا نحو عالم افتراضي يتيح هامشا أوسع ورحب من الحرية، بعيدا عن قيود المجتمع والسلطة.[18]

كما أن سبب الهروب إلى العالم الافتراضي مرده تآكل الفضاءات الواقعية أمام  الفعل السياسي، مما أدى إلى أن ممارسة المعارضة السياسية أضحى خارج البنيات المؤسساتية، عبر تكوين وبناء مجموعات مغلقة تؤسس على توافقات وتجاذبات ثم تصبح قناعات تؤطر حياة المنخرطين في هذه المواقع المغلقة، مما تتولد عنه ثقافة مضادة لما يتداول في المجتمع، فيتحول معه أفراد هذه المجموعات المغلقة إلى مجموعات مواطنة فاعلة. ويبقى الوقع الأكثر أهمية هو تأثير مواقف هذه المجموعات في منظومات العيش المشترك والرابط الاجتماعي ونسق التنوع.

ومن الآثار المترتبة على هذا التحول، أن الأنترنت أصبح فضاء رئيسا للتداول والنقاش في المواضيع الاجتماعية والسياسية، خصوصا أنه يوفر هامشا واسعا من الحرية في طرح القضايا ذات الأولوية بالنسبة للمواطنين، كما أن هذا التحول نقل الممارسة إلى نوع من الديمقراطية التداولية المتحررة نسبيا من الرقابة الرسمية، وبالتالي يمكن القول أننا إزاء مواطنة فعالة أضحت مفتوحة على جميع الرهانات.[19]

الفرع الثاني: المجموعات الشبابية الافتراضية كفضاء لتغيير أشكال العمل المدني

رغم الحضور القوي والوازن للعديد من مؤسسات المجتمع المدني التي تنشط في شتى المجالات المرتبطة بحقوق الإنسان والدفاع عن التنمية وحرية المرأة وحقوق الطفل، وجمعيات مهنية وغيرها..، غير أن التحولات العميقة التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة جعلت العديد من الدراسات تثير مسألة نجاعة أداءها على أرض الواقع حيث يعتبر البعض بأنها أصبحت تفتقر إلى الفعالية  والمردودية، خاصة في ظل حصر وتضييق مجالات اشتغالها  في تقديم بعض الخدمات الاجتماعية، دون إمكانية الانخراط في بلورة وصياغة المطالب الاجتماعية والسياسية والتعبير عنها، بل إن البعض ذهب إلى القول بأنها تحولت في أحيان كثيرة إلى مؤسسات صورية وشكلية لتأثيث المشهد السياسي والمؤسساتي. علاوة على أن تأسيسها بالطريقة التقليدية بات يصطدم بالكثير من العراقيل كالبيروقراطية، وعدم منح السلطات لوصل الإيداع، وكذا صعوبة الحصول على مقر اجتماعي.[20]

من جهة أخرى يعيش الشاب المغربي اليوم في مجال اجتماعي هش وهو تعبير استخدمه “جون فرانسوا رينيه” في إحالة إلى الصعوبات التي يواجهها الشباب في ظل صيرورة اللامأسسة والوهن الاجتماعي الذي تمخض من رحم الليبرالية الجديدة، حيث لم يعد الشغل قارا ومضمونا، بل أصبح محكوما بالهشاشة ما يحول دون بناء مسار مهني ثابت والاندماج في سوق الشغل، الأمر الذي جعل فئة واسعة من الشباب يعيشون تعارضا بين عالم الاستهلاك وعالم الحرمان وغير قادرين على تحقيق الأهداف التي يصبون إليها.[21]

 بمعنى أن الشباب المغربي تحكمه ثنائية الموجود والمنشود، طموحات عدة يرغب في تحقيقها على أرض الواقع ومن ناحية ثانية استحالة تنفيذها في ظل واقع متأزم يسوده الفقر والبطالة والهشاشة الاجتماعية، لكن من خاصيات الشباب التحرك ضد كل ما من شأنه أن يقف حائلا أمام تحقيق طموحاته وبالتالي البحث عن مجالات تفتح لهم هوامش المناورة والتحكم الفرديين والرهان على كسب الاعتراف والمكانة، ولعل الموجة الشبابية التي حصلت إبان الربيع العربي  وأطاحت بعديد الأنظمة الشمولية والمغلقة خير دليل على هذا.

فأمام هذا الضعف البين لجأ  الشباب المغربي إلى استثمار جميع الموارد والإمكانات الذاتية التي تحقق لهم تشكيل هوية إيجابية حول أنفسهم ومن أجل أن يحصلوا على الاحترام والتقدير المناسبين من قبل الآخرين، الشيء الذي جعلهم يستثمرون في منصات التواصل الاجتماعي، بما تتيح من سرعة نقل المعلومة وتبادل الآراء بشأن المواضيع والقضايا التي تحظى باهتمامهم.[22] حيث يكفي أن يتم عرض فكرة أو قضية لينخرط الجميع في التعبئة والنقاش من كل مكان، وهذا لا يتطلب سوى فتح حساب ليبدأ النشاط عن طريق عرض صور أو فيديوهات، وتحضير النصوص، ليتم بعدها تكوين مجموعة واسعة من النشطاء المدنيين في العالم الافتراضي، كل هذا في استقلال تام وبعيد عن تضييق السلطة وتعقد مساطرها الإدارية، بحيث يعبرون عن تضامنهم الاجتماعي والأخلاقي مع ما قاموا برؤيته عن طريق الدوس على زر “الإعجاب” أو “المشاركة”، وغيرها من مظاهر التعاضد والترابط الجمعي في العالم الافتراضي. هكذا، شجع الإنترنت على ظهور مؤسسات جديدة تساهم في لعب دور الوساطة السياسية والاجتماعية، من خلال دمقرطة النقاش العام وتشكيل أرضية مفتوحة لتعبئة الرأي العام خلف القضايا التي تهمه.

فقد أصبحت المجموعات الشبابية الافتراضية بالمغرب من أكثر الوسائل الفعالة في التغيير خاصة في حياة الشباب، فهم يتواصلون ويشاركون بالنص من خلال تكوين هذه المجموعات عبر الهواتف والحواسيب المحمولة التي أضحت جزء لا يتجزأ من حياتهم. ويبدو شباب اليوم في عصر يبحثون فيه عن الذات ويناضلون من أجل الاستقلال كما فعل أسلافهم، ولكنهم يفعلون ذلك في ظل سياقات الاتصالات والصداقات والتعبير عن الذات.[23] وتعد المجموعات الافتراضية من الإمكانيات الحديثة التي أتاحتها الثورة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يرتبط من خلالها الملايين من مستخدمي شبكة الإنترنت، و ما يجعل الشباب أكثر الفئات انتظاما في هذه المجموعات هو إقبالهم المتزايد على استخدام التكنولوجيا الحديثة أكثر من أي فئة أخرى في المجتمع. وذلك بسبب العوامل النفسية والاجتماعية المتمثلة في رغبة الشباب في إقامة علاقات وصداقات مع الآخرين في مختلف دول العالم[24].

من جانب آخر يمكن وصف حركية هذه المجموعات الافتراضية بسياسات “الزحف الهادئ”، والتي تعتمد الحراك الهادئ وطويل الأمد ضمانا للبقاء وترصد الفرصة للتغيير. فالملاحظ مثلا في أغلب المجموعات المؤثرة في موقع الفايسبوك أنها عبارة عن تفاعلات شبابية يحكم غالبية أعضائها التوتر والهشاشة الاجتماعية. تؤدي هذه الوضعية إلى نشأة شبكة علاقات سلبية، والمقصود بهذه العلاقات السلبية الأفعال وردود الأفعال حول سياسات الإقصاء والتهميش. وهي لا تشترط ضرورة الاشتراك في الحيز المكاني الواقعي، بل المهم وجود “هموم مشتركة” الأمر الذي يؤدي إلى نشوء مجموعات نشطة تعتمد سياسة الزحف الهادئ، وتتدرج من الغضب، فبناء خطاب هادف، فالتجييش إلى الحراك الشعبي[25]، الأمر الذي يفسر نوعا ما دور هذه المجموعات والتجمعات الافتراضية في تغيير أشكال ونضالات العمل المدني.

كما يمكن اعتبار هذه المجموعات الافتراضية بمثابة مجال عام افتراضي يستطيع من خلاله الأفراد التواصل بعيدا عن وسائل الرقابة والضغط التقليدية. فهو تجل من تجليات المجال العام كما حدده “هابرماس”[26]  باعتباره  ميدان لجدال المواطنين وتشاورهم، والتعبير عن سلوكياتهم. حيث يكون الافراد في هذه المجموعات قادرين على المشاركة بحرية وإبداء آرائهم. وللوقوف على أمثلة حية لهذه التأثيرات بالمغرب، نجد العديد من المجموعات المنتشرة عبر الفيسبوك، تحمل في مضامينها قيم ومرجعيات فكرية وإيديولوجية متنوعة، وتأثيرها يظهر من خلال إتاحتها الفرصة لبروز بعض الأشكال الحديثة للعمل المدني بشكل عام وخاصة في جانبه الحقوقي المحظور أو الذي يعتبر من القضايا الحساسة والطابوهات مثل حرية الإفطار في شهر رمضان، أو الدفاع عن الحرية في المعتقد وحقوق المثلية الجنسية[27].
وفي نفس السياق، نجحت المجموعة الافتراضية للمطالبة بإلغاء “مهرجان موازين” في خلق جدل إعلامي وسياسي، بحيث  أنها عملت على المزج بين التعبئة عبر صفحات الفيسبوك والعمل النضالي الميداني، وتهدف حسب صفحات نشطائها إلى الإلغاء النهائي لكل مهرجانات تبذير المال العام، حيث يبررون موقفهم هذا باعتبار أن أولويات صرف المال العام في المغرب هي البنية التحتية وتعزيز الخدمات الأساسية، وتوفير مناصب الشغل لشباب الوطن. وتضم المجموعة حوالي 35000 عضو، وتمثل الفئة الشبابية الأقل من 34 سنة حوالي 90 في المائة من أعضاء هذه المجموعة[28].

وكان رئيس الحكومة السابق “عبد الإله ابن كيران” أقر بالدور الإيجابي والمهم الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا الناشطين في المجموعات الافتراضية لموقع “فيسبوك” حيث شبههم بـ “التيار السياسي”، رغم أنه ليس لديه ايديولوجية واضحة غير أنه يقف وقفات صريحة وصحيحة ويساعد على تعديل الكفة لصالح الأشياء النبيلة في العموم بحيث يرجع له الفضل في إنصاف الكثير من المظلومين[29].

وبالرغم من اتسام هذه المجموعات الافتراضية بالهشاشة الإيديولوجية والضعف في تنظيمها إلا أنه يحسب لها أنها استطاعت تكوين علاقات عابرة للأيديولوجيات، تتحدى البنى التقليدية وتنتقدها، وتعاقبها عند اللزوم، وعموما يمكن القول أن النشاط المدني والحقوقي في المجموعات الافتراضية بات حقيقة لا يمكن إنكارها، فقد ساهمت في التمكين السياسي والاجتماعي للأفراد عبر إعطائهم فرصة للمشاركة تتضمن عدة مستويات.[30]  بدءا من الاطلاع على المعلومات والمستجدات، مرورا بمشاركة هذه المعلومات وإنتاجها، إلى تكوين حركات احتجاجية والدعوة إلى الإضراب والتظاهر، أو توفير سبيل لتفعيل قيم المواطنة كالتطوع أو التبرع الإلكتروني، أو حث الآخرين على التصويت، كما يمكن استخدامها كأداة تسويقية تعمل على دعم رسائل الحملات الحقوقية والترافعية، وقد يصل الأمر إلى ترجمة هذه المشاركة من مشاركة افتراضية إلى مشاركة فعلية كما حدث أثناء الحراك الاجتماعي، حيث نجحت بعض القوى والحركات المدنية في حشد وتعبئة المواطنين وخاصة الشباب للمشاركة في الاحتجاجات، والمطالبة بعدة إصلاحات سياسية واجتماعية، كما نلاحظ أن الأنشطة المدنية الافتراضية لا تختلف كثيراً عن أنشطة المشاركة الفعلية من حيث تأثيرها، إلا أن المجموعات الشبابية الافتراضية أفرزت أنماط مستحدثة للعمل المدني يمارسه الناشطون عبر مجموعاتهم الافتراضية سواء المغلقة أو المفتوحة.

خاتمة

في الختام يمكن القول أننا أصبحنا بفضل تطور تقنيات التواصل أمام فضاءات جديدة للتعبئة السياسية والاجتماعية، يقودها فاعلون جدد أغلبهم من الشباب، وتدل هذه التحولات على تنامي الوعي السياسي لدى المنخرطين في هذه الفضاءات. فمنذ الثورات التي حصلت في بعض الأقطار العربية، أصبحنا أمام أنماط جديدة من التعبيرات المدنية التي فتحت المجال أمام المنخرطين فيها للتعبير والنقاش الحر في قضايا المجتمع مقارنة مع الأشكال التقليدية.

وإذا كان مؤكدا أن طبيعة التعبيرات المقدمة في هذه الفضاءات لا تسمح لنا بالحديث عن درجة التطور السياسي الحاصل في مجتمعنا، إلا أن اللافت فيها هو الاستمرارية في التنديد ببؤس المغاربة ومعاناتهم من دون انقطاع.

 وتعكس هذه الصور كثيرا من مظاهر التحول في الوعي السياسي العام في بلادنا، وتكشف جوانب من انعدام الثقة الذي يزداد اليوم اتساعاً، بين مؤسسات العمل السياسي التقليدية ومجموعات من الفاعلين الجدد الذين يقفون خلف مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي.

لائحة المراجع

1 – الكتب باللغة العربية

  –  تشارلز تيللي، الحركات الاجتماعية 1768-2004، ترجمة ربيع وهبة، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2005.

– جون فوران، مستقبل الثورات، ترجمة تانيا بشارة، دار الفارابي، بيروت، 2007.

  – جوهر الجموسي، الافتراضي والثورة مكانة الانترنت في نشأة مجتمع مدني عربي، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، 2016.

– حسنين شفيق، الاعلام الجديد، دار الفكر وفن الطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، القاهرة، 2013.

  – خالد غسان ويوسف مقدادي، ثورة الشبكات الاجتماعية، دار النفائس للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، الأردن، 2013.

  – علي حرب، ثورات القوة الناعمة في العالم العربي: من المنظومة إلى الشبكة، الدار العربية للعلوم ناشرون، الطبعة الأولى، بيروت، 2012.

  – محمد بنهلال، الاعلام الجديد ورهان المشاركة السياسية، ضمن مؤلف الإعلام وصناعة الرأي العام، مركز دراسات الوحدة العربية، العدد 69، الطبعة الاولى، بيروت، يناير 2015.

2 – المقالات:

  –  نورة قنيفة، ممارسات الشباب الجامعي للمواطنة الرقمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مجلة علوم الإنسان والمجتمع، العدد 12، الجزائر، 2014.

  – رضوان قطبي، شبكات التواصل الاجتماعي والمشاركة السياسية للشباب المغربي في الانتخابات الجماعية والجهوية لسنة 2015، مجلة الجامعة العربية للبحوث، للعدد 3، 2017.

  – محمد الماموني العلوي، نقاشات المغاربة على الفايسبوك، جريدة العرب، العدد 11166، 3 أبريل 2020.

  – هشام عطية عبد المقصود، دراسة في خطاب المدونات العربية: التعبيرات السياسية والاجتماعية لشبكة الانترنت، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، طبعة أولى، 2010.

3 – المواقع الالكترونية:

  – سعيد بنيس، المغرب ينزح نحو العالم الافتراضي، الموقع الإلكتروني لجريدة الأحداث، بتاريخ 11 شتنبر 2018: https://ahdath.info/440435

– لقاء لرئيس الحكومة عبد الاله بن كيران مع طلبة الجامعة الدولية بالرباط، الموقع الإلكتروني لمغرس، بتاريخ 22 أبريل 2016: https://maghress.com/alaoual178523554

– ماجد قروي، الشباب والفايسبوك: أية دلالات سوسيولوجية، الموقع الإلكتروني لمؤمنون بلا حدود، بتاريخ 26 يوليوز 2018: https://mominoun.ma/articles/369541255  

   – محمد أوالطاهر، الحركة الحقوقية في المغرب: جدلية التأثير والتأثر قبل الحراك وبعده، الموقع الإلكتروني لمبادرة الإصلاح العربي، بتاريخ 14 يوليوز 2018: https://arab-reform.net/ar/111545

  – محمد مصباح، حملة المقاطعة وتمكين المواطن العادي، الموقع الإلكتروني للمعهد المغربي لتحليل الدراسات، بتاريخ 5 مايو 2019: https://mipa.institute/6734     

 – المراجع باللغة الأجنبية:

  – – Marc Lynch, The Arab Uprising : the unfinished revolutions of New Middle,  public affairs institut, New York, 2012.

– Andrew Dewdny, The new media handbook, Routledge LONDON, 2006.

– Danah Boyd, Social Network Sites : difinition, history, and scholarship. Jornal of mediated communication, 2009.

  – Jorgen Habermas, The structural transformation of the public sphere: An inquiry into a category of bourgeois society, Cambridge translation, Thomas Burger and Frederick Lawrence, 2012.


[1] – خالد غسان ويوسف مقدادي، ثورة الشبكات الاجتماعية، دار النفائس للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، الأردن، 2013، ص : 19.

[2] – Marc Lynch, The Arab Uprising : the unfinished revolutions of New Middle,  public affairs institut, New York, 2012, p: 7.

– جون فوران، مستقبل الثورات، ترجمة تانيا بشارة، دار الفارابي، بيروت، 2007، ص : 21. [3]

 [4]- علي حرب، ثورات القوة الناعمة في العالم العربي: من المنظومة إلى الشبكة، الدار العربية للعلوم ناشرون، الطبعة الأولى، بيروت، 2012، ص: 30.

 [5]-  تشارلز تيللي، الحركات الاجتماعية 1768-2004، ترجمة ربيع وهبة، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2005، ص:198.

[6] – Marc Lynch, Op. cit, p: 11.

[7] – جوهر الجموسي، الافتراضي والثورة مكانة الانترنت في نشأة مجتمع مدني عربي، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، مارس 2016، ص: 38.

[8] – Andrew Dewdny, The new media handbook, Routledge LONDON, 2006, p: 10.

– حسنين شفيق، الاعلام الجديد، دار الفكر وفن الطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، القاهرة، 2013، ص: 77. [9]

[10] – محمد بنهلال، الاعلام الجديد ورهان المشاركة السياسية، ضمن مؤلف الإعلام وصناعة الرأي العام، مركز دراسات الوحدة العربية، العدد 69، الطبعة الاولى، بيروت، يناير 2015، ص: 10.

– جوهر جموسي، مرجع سابق،ص: 37. [11]

[12] – Danah Boyd, Social Network Sites : difinition, history, and scholarship. Jornal of mediated communication, 2009, p: 13.

[13] – رضوان قطبي، شبكات التواصل الاجتماعي والمشاركة السياسية للشباب المغربي في الانتخابات الجماعية والجهوية لسنة 2015، مجلة الجامعة العربية للبحوث، للعدد 3، 2017، ص: 103.

[14] – محمد مصباح، حملة المقاطعة وتمكين المواطن العادي، المعهد المغربي لتحليل الدراسات، 5 مايو 2019،

– نفس المرجع. [15]

 [16]- محمد الماموني العلوي، نقاشات المغاربة على الفايسبوك، جريدة العرب، العدد 11166، 3 أبريل 2020، ص: 19.

[17] –  نورة قنيفة، ممارسات الشباب الجامعي للمواطنة الرقمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مجلة علوم الإنسان والمجتمع، العدد 12، الجزائر، 2014، ص: 38.

[18] – سعيد بنيس، المغرب ينزح نحو العالم الافتراضي، حوار مع جريدة الأحداث، انظر الموقع الالكتروني :

https://ahdath.info/440435

– نفس المرجع. [19]

[20] – هشام عطية عبدالمقصود، دراسة في خطاب المدونات العربية: التعبيرات السياسية والاجتماعية لشبكة الانترنت، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، طبعة أولى، 2010، ص:34.

[21] – François René, la jeunesse en mutation :d’un temps social à un espace précaire, sociologie et société, paris, Vol 25 n°1, 2003, p: 16.

– ماجد قروي، الشباب والفايسبوك: أية دلالات سوسيولوجية، موقع مؤمنون بلا حدود،يوليوز 2018. [22]

– رضوان قطبي، مرجع سابق،ص: 103. [23]

[24] – Danah Boyd, Op. cit, p: 26.

– ماجد قروي، مرجع سابق. [25]

[26] – Jorgen Habermas, The structural transformation of the public sphere : An inquiry into a category of bourgeois society, Cambridge translation, Thomas Burger and Frederick Lawrence, 2012, p: 12.

[27]  – محمد أوالطاهر، الحركة الحقوقية في المغرب: جدلية التأثير والتأثر قبل الحراك وبعده، مبادرة الإصلاح العربي، يوليوز 2018، ص: 16.

– سعيد بنيس، مرجع سابق. [28]

– لقاء السيد عبد الاله بن كيران مع طلبة الجامعة الدولية بالرباط، 22 أبريل 2016. [29]

– ماجد قروي، مرجع سابق. [30]

إقرأ أيضاً

الرقابة على الدستورية والأمن القانوني دراسة في ضوء الإجتهاد القضائي الدستوري المغربي

الرقابة على الدستورية والأمن القانوني دراسة في ضوء الإجتهاد القضائي الدستوري المغربي Constitutional control and …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *