المحدد الديني في العلاقات المغربية الإفريقية
غزلان بوعبدلي مبروكة الاكوار
طالبة باحثة بسلك الدكتوراه طالبة باحثة بسلك الدكتوراه
بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية سلا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية سلا
ملخص
يحظى المغرب بعلاقات دولية هامة على الصعيد العربي والإسلامي أو على الصعيد الأوروبي أو الإفريقي، بحيث تمثل العلاقات المغربية –الغرب الإفريقية ظاهرة تاريخية متميزة في التاريخ الإفريقي من ناحية، والتاريخ العربي الإفريقي المشترك من ناحية ثانية، إذ لا تختلف المصادر التاريخية حول قدم العلاقات المغربية- الغرب الإفريقية، بل تشير الكتابات الدينية والتاريخية إلى عراقة تلك العلاقات وتطورها عبر العصور سواء ما قبل الإسلام أو بعده.
إن الدبلوماسية الروحية التي يقدمها المغرب في القطر الإفريقي تشكل حلقة وصل قوية فيما بين الشعوب الإفريقية، والتي من شأنها أن تقوم بأدوار طلائعية ومحورية في إشاعة السلم والأمن داخل هذه القارة، وربط الصلة فيما بينها وبين المكونات الحضارية الأخرى في سياق ما تقدمه هذه الدبلوماسية من أبعاد للتفاعل الحضاري الدولي والعالمي.
إن الموقع الجغرافي للمغرب، كبلد إفريقي يجعل التحديات التنموية الإفريقية جزءا لا يتجزأ من الرهانات المغربية، وإذ يعتبر المغرب من أهم منابع الثقافات والحضارات الإفريقية المتنوعة، فإن “التصوف” من أهم روافد تلك الثقافات ومن أهم الثوابت، التي يستقي منها معالم الحضارة الإسلامية، ويستمد منها النهج السليم للتربية القويمة، وربط العلاقات بين الأفراد والجماعات، من جميع الجنسيات، رغبة في السلم والأمان والتسامح وسيادة المحبة والوئام بين بني البشر، وضمانا لحقوق الإنسان المعتبرة، وتبقى الغاية القصوى، هي ربط الصلات الوثيقة بين المؤمن وخالقه بمنهج سليم وبالسير الحثيث في سبيل الإحسان .
résume
Le Maroc entretient d’importantes relations internationales aux niveaux arabe, islamique, européen et africain, qui représentent un phénomène historique distinct de l’histoire africaine, et l’histoire commune arabo-africaine, les sources historiques ne différant pas entre elles. Les écrits religieux et historiques témoignent de la longue tradition de ces relations et de leur développement au cours des périodes préislamique et postislamique.
La diplomatie spirituelle offerte par le Maroc dans ce pays africain constitue un lien fort entre les peuples africains et jouera, comme hier, un rôle de pionnier et de pivot dans la promotion de la paix et de la sécurité sur ce continent et la mise en lien avec d’autres éléments de civilisation dans le contexte de ce qu’il offre. La diplomatie est une dimension de l’interaction civilisationelle internationale et mondiale.
Cette situation géographique du Maroc, en tant que pays africain, fait des défis du développement de l’Afrique une partie intégrante des enjeux marocains, le “soufisme” étant l’une des sources les plus importantes des cultures et des civilisations africaines, ce qui en fait l’un des principaux affluents de la civilisation islamique. Il découle de la bonne approche d’une bonne éducation et de la mise en réseau des relations entre individus et groupes de toutes nationalités, d’un désir de paix et de sécurité, de la tolérance et du règne de l’amour et de l’harmonie entre les êtres humains, et de la garantie du respect des droits de l’homme, ainsi que de l’objectif ultime consistant à établir des liens étroits entre le croyant Création d’une approche saine et mars sans relâche vers la charité.
مقدمة :
يعتبر معطى الجغرافيا في مقدمة العوامل المادية الدائمة في السياسة الخارجية باعتبارها أكثر المقومات تباثا[1] وذلك على حد تعبير الزعيم الألماني “بسمارك” الذي أكد أن الجغرافيا هي العامل الدائم في السياسة[2]، مشيرا إلى أنه إذا كان التاريخ مكون من عدة عناصر منها ما يتغير في نوعه أو حجمه، فإن هناك شيء أساسي لا يتغير وهو الموقع الجغرافي[3]، من هنا يفرض القول بانتماء المغرب جغرافيا لإفريقيا التي تشكل بالنسبة له الفضاء الطبيعي والامتداد الاستراتيجي، لدرجة ذهب الملك الراحل “الحسن الثاني” بوصفه للمغرب بشجرة جذورها المغذية في إفريقيا، وسياسيا فقد تجسدت هذه الإرادة من خلال التنصيص في كافة الدساتير المغربية المتعاقبة على اعتبار المغرب دولة إفريقية تجعل من بين أهدافها تحقيق الوحدة الإفريقية[4].
فعلى خلاف التوجهات السياسية لبعض الدول الإفريقية التي اصطبغت بإيديولوجية معينة دون التفاعل مع مختلف المتغيرات الدولية الإقليمية التي عرفها العالم، فإن السياسة المغربية إزاء الفضاء الإفريقي لم تنغلق داخل تصور إيديولوجي محدد، بل اعتمدت في بلورة اختياراتها على جملة من المحددات يشكل المجال الإفريقي أحد أبرز هواجسها[5].
لا يخفى أن العوامل التاريخية والجغرافية كان لها دورا بارزا في تعميق المشترك الثقافي بين المغرب وإفريقيا، فقد أسهمت الرحلات التجارية والعلمية في نقل الثقافات وتوسيع دائرة الخبرة والتجربة الإنسانية، ومن ذلك تأثر الطرق الصوفية الإفريقية بالشيوخ المغاربة وبالتجربة الدينية للمغرب، بتوابته القائمة على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وتصوف الإمام الجنيد، وانتشار الطرق الصوفية المغربية ببعض الأصقاع الإفريقية، والاهتمام بتعلم اللغة العربية وإتقانها، وإتقان الخط العربي ونشره، واختيار المتون التي يحفظها الطلاب وخاصة ” دلائل الخيرات” في الذكر الصوفي، و” مختصر خليل” في الفقه المالكي و “ألفية” ابن مالك في النحو، و”تفسير الجلالين”وغيرها، والعناية بجميع المخطوطات العربية على اختلاف مشاربها المعرفية، وإنشاء الخزائن العلمية في عدد من الحواضر الإفريقية.
كما تشكل الروابط الاقتصادية عنصراً يعزز علاقات المغرب بالبلدان الإفريقية ولقد بادر المغرب إلى استباق التطورات عبر تبني مقاربة ترتكز على التنمية المشتركة و التضامن جنوب-جنوب و بفضل الرؤية الملكية المتوجهة نحو العمق الإفريقي، بدأ المغرب يشكل شيئا فشيئا منصة و بوابة اقتصادية و مالية نحو إفريقيا[6]، باعتبارها سوق واعدة بعدد سكانها وإمكانياتها في ترويج المنتوج المغربي الذي أصبح يواجه منافسة حادة من طرف الاتحاد الأوربي، ونظرا لقلة الموارد الاقتصادية المغربية فإن القارة الإفريقية تشكل بالنسبة للمغرب سوقا لتصريف المنتجات المغربية الموجهة للتصدير وتزويد المغرب بحاجياته من المواد الأولية[7].
كل هذه المحددات تشكل لا محالة ركيزة أساسية لتعزيز العلاقة بين المغرب وإفريقيا. غير أن دراستنا ستقتصر على المحدد الديني الذي يعتبر بدوره إحدى المعطيات التي ساهمت في تقوية العلاقة الدبلوماسية بين المغرب وإفريقيا، فعن طريق الإسلام والروابط الثقافية الدينية حافظت المملكة المغربية منذ قرون على صلات قوية بجيرانها في الجنوب، وكانت أبرز حلقات الوصل بينهما مبنية خصوصا على أسس دينية تتمثل بشكل جلي في الزوايا والطقوس الدينية، مما أدى إلى تكوين هوية متميزة بالبلدان الإفريقية خاصة دول جنوب الصحراء، تحمل نفحات من الروح الإسلامية والعربية والمغربية الأصيلة، وازدهرت بها حياة ثقافية مرتكزة على تعاليم الإسلام السمحة[8]، مما جعلها تلعب دورا تاريخيا في مواجهة حركات التبشير المسيحية التي غمرت القارة الإفريقية مع انطلاق الحركات الاستعمارية واستهدفت إنهاك المغرب في مواجهة قضاياه الداخلية، وهو النيل من صموده أمام التحرشات المستهدفة للنيل من سيادته واستقلاله[9].
وانطلاقا فان اشكالية الموضوع تتمحور حول تجليات البعد الديني كمحدد أساسي في العلاقات المغربية الإفريقية وما هو دوره في ترسيخ وتدعيم العلاقات بين الجانبين ؟
ولمقاربة هذا الموضوع ارتأينا تسليط الضوء على الدور البالغ الأهمية الذي يحتله المحدد الديني المتمثل في الدور الذي تلعبه الثقافات والطقوس الإسلامية في تحديد العلاقات بين المغرب وإفريقيا عبر دراسة الجذور التاريخية لهذه العلاقات وكذا التطورات التي عرفها هذا المجال، بحيث يشكل في بعض الأحيان أكثر العوامل تحكما في تحديد العلاقات المغربية الإفريقية، كما هو الشأن بالنسبة للدور الذي تقوم به الزاوية التيجانية والطرق الصوفية كمحدد روحي وديني يدفع بعلاقة المغرب مع بعض الدول الإفريقية نحو التفاعل والتماسك(المبحث الأول)، محاولين إبراز دور المحدد الديني في ترسيخ علاقات المغرب مع إفريقيا وتعزيزها.(المبحث الثاني)
المبحث الأول: الجذور التاريخية للعلاقات الروحية بين المغرب وإفريقيا
مما لا يخفى على كل متتبع لتاريخ إفريقيا الغربية خاصة حضارتها وثقافتها وعصور ازدهارها، وكذا الأدوار التي تميز بها المغرب في التأثير عليها انطلاقا من مجموعة من الجوانب من ضمنها:
- التعاليم الإسلامية والثقافية العربية التي امتاز بها الإقليم الغربي في إفريقيا، فدونت بالعربية تاريخها وكتبت بها لغاتها وتناقلتها في مختلف بلدانها، ووقعت بها مفاوضاتها مع كل الأطراف التي تعاملت معها حتى مع الفرنسيين المستعمرين الذي اضطروا لتعليمها وإجادتها وإتقانها قبل أن يتوغلوا فيها لأي مقصد كانوا يفدون من أجله .
- تشخيص الأنماط الحياتية حيث إنه لما أنعم الله سبحانه وتعالى على شعوب إفريقيا الغربية أن تنور بنور الإسلام، كان التعليم والتربية أهم ما يفتقرون إليه واتخذوا علماء المغرب أساتذة وقدوة لهم في العلم والعمل ولذا اختاروا المذهب المالكي مذهبا لهم في تطبيق العبادات والمعاملات .
- فضلت شعوب إفريقيا الغربية في سلوكها التهذيبي التربوي مسلك مشايخ الطرق الصوفية الذي انطلق أكثرهم من المغرب، فعاشت بذلك سالمة مسالمة[10] .
إن العلاقة الوطيدة بين المغرب وإفريقيا ترجع إلى عصور قديمة عندما كانت طلائع الفتح الأولى قد نشرت الإسلام في شمال إفريقيا ففي المغرب تأسست دولة إسلامية كبرى كان دورها الأساسي في الإشعاع الحضاري، نقل الإسلام إلى الربوع الإفريقية، لانتشال أهاليها من الوثنية وأجواء الشرك المنتشرة فيها فقد كانت التجارب التاريخية لانتشار الإسلام في إفريقيا موسومة بكثير من التنوع والاختلاف، فكانت أحيانا تعتمد أسلوب المواجهة وتعتمد أحيانا أخرى السبل التجارية السليمة ووسائل المبادلات التي تتيح كثيرا من الاندماج الحضاري عبر بوابة التنقل للأشخاص والبضائع في سوق إفريقية واسعة اعتمدت عليها بعض دول المغرب الكبير في تحقيق توازناتها الاقتصادية والتجارية والمالية في المنطقة الإفريقية بين شمالها ودول الساحل جنوب الصحراء.
وإذا كانت العلاقات السياسية تتخذ لها دوما طرقا تتسم بنوع من المعاملة التي يتحكم فيها منطق المصلحة، فإن دولا إسلامية ناطقة بالعربية في بعض الحقب، عرفت علاقات متنوعة مع الشرق العربي والمغرب، ومنها دول السنغال وحكام غانا ودويلات الهوسا السبع[11]، ومن هذا التاريخ القديم يتضح أن العنصر الإفريقي كان مسلما ومتكلما باللغة العربية، مما يجعله منخرطا في الدينامية الحضارية الإسلامية منذ الحقب القديمة، ولذلك نرى أن ربط الإسلام بدول الشرق العربي وشمال إفريقيا أحيانا يعتبر إجراءا ناقصا لأنه ينبغي تكميله بإضافة دول جنوب الصحراء وغرب إفريقيا تتكلم العربية في بعض قطاعاتها الدينية وتدين فئات كبيرة فيها بدين الإسلام، بالإضافة إلى دول آسيا[12].
فالمحدد الديني له مجموعة مصادر تاريخية وثقافية جد هامة، لا سيما وأن المغرب ملتزم دستوريا بطابعه الإسلامي،فقد وفر انتشار الدين الإسلامي وقيمه الروحية في المغرب فرصة سانحة لتحقيق الانصهار الحضاري بين كل من المغرب والدول الإفريقية مما هيأ الأجواء المناسبة لتمركز العديد من الزوايا والطرق الصوفية في أرجاء إفريقيا، ساهمت بنصيب هام في تحديد ودعم الروابط الدينية بين سكان المغرب والشعوب الإفريقية[13].
بالنسبة للمعطى الديني نجد أن الفضل الكبير في انتشار الدين الإسلامي في إفريقيا الغربية راجع لبلاد المغرب بعد أن تمثلت الثقافة العربية والدين الإسلامي فيها، قامت بنقل الإسلام إلى إفريقي شبه الصحراوية[14]، وحقيقة الأمر أن موقعها الجغرافي جعلها ترتبط بالكيان الإفريقي الواقع جنوب الصحراء وتتأثر به وتؤثر في دينيا وثقافيا وحضاريا [15].
هذا وللإسلام تاريخ طويل في إفريقيا يمتد إلى أزيد من عشرة قرون، إذ ساهم في خلق فضاء ديني وثقافي مكن على مر الزمن من تكريس الاستمرارية بين شمال إفريقيا وباقي مناطق القارة، مما حدا بالبعض إلى القول بأن الجزء الشمالي لإفريقيا يعتبر بمثابة المرجعية الدينية للجزء الجنوبي للقارة السمراء، الأمر الذي ساهم وأثر بشكل كبير في غلبة الثقافة المغربية التي انتشر فيها المذهب المالكي، وساد مجتمعاتها التسامح الذي يجمع بين الإسلام وبعض المعتقدات التاريخية.
منذ ذلك الحين ظل المغرب على الدوام ملتقى لتفاعل الحضارات والثقافات بفضل تشبثه بقيم الحرية التسامح والانفتاح، مما أهله لأن يمد جسورا لنشر الإسلام وقيمه المثلى بأسلوب حضاري متميز ولا سيما في غرب إفريقيا وتكاد تجمع أغلب كتب التاريخ على أن أولى خطوات المغرب عبر درب نشر الإسلام في هذه الربوع الإفريقية بدأت قبل القرن الحادي عشر الميلادي بسنوات عديدة، وذلك عن طريق المبادلات التجارية مع بلاد السودان، وهو اللفظ الذي كان يطلق على دول إفريقيا الغربية حاليا مما يفسر الدور الذي لعبه العامل الديني في تحديد وكشف أواصر العلاقات الوطيدة بين المغرب والدول الإفريقية.
وسواء عن طريق الإسلام والروابط الثقافية الدينية أو بناءا على محددات وعوامل أخرى سياسية واقتصادية، فقد حافظت المملكة المغربية منذ قرون على صلات قوية بجيرانها في الجنوب، وكانت أبرز حلقات الوصل بينها مبنية خصوصا على أسس دينية تتمثل بشكل جلي في الزوايا والطقوس الدينية، مما أدى إلى تكوين هوية متميزة بالبلدان الإفريقية خاصة دول جنوب الصحراء، تحمل نفحات من الروح الإسلامية والعربية والمغربية الأصلية، وازدهرت بها حياة ثقافية مرتكزة على تعاليم الإسلام السمحة .
تأتي بعد ذلك مرحلة أخرى هي مرحلة نشاط الطرق الصوفية وهي المرحلة التي تحول فيها العمل الإسلامي من عمل الملوك إلى عمل شعبي يستقطب عامة الناس، ويعتبر التصوف من أهم أدوات وجوانب التواصل الثقافي بين المغرب ودول إفريقيا الغربية، ويعتبر مقوما أساسيا من مقومات العلاقة المغربية –الغرب الإفريقية[16].
ووفقا لذلك أصبحت الطرق الصوفية والزوايا من الظواهر الإسلامية والاجتماعية التي لا يمكن إغفالها في تاريخ المغرب مع إفريقيا حيث نشأت كمراكز علمية دينية لهدف تربوي تعليمي وكملاجئ للمحرومين أبناء السبيل ومنتدى للعلماء والفقهاء والطلبة ، ومواقع تبصر فكري وديني كذلك، وكان مؤسسو الزوايا من المشايخ الذي نالوا احترام الناس وتقديريهم لورعهم وتقواهم، ويذكر أن الخطاب المغربي الذي كان موجها صوب إفريقيا السوداء في ذلك الوقت كان بعيدا ومفارقا للخطاب الأوروبي القائم على العنف والسيطرة، فعلى خلاف ذلك نفذ المغرب إلى إفريقيا عن طريق إشعاع حضاري كان مثار إعجاب الرجل الإفريقي وتقديره لسلوك العلماء الذين تمكنوا من لفت الأنظار إليهم بما نهجوه من سلوك قويم ومعاملات طغى عليها التسامح والوفاء على أساس حسن النية وأن الملك لله وحده، وبالتالي فالأرض أرض الله والناس عامة عبيد الله لا يفرق بينهم إلا بالتقوى والإيمان بالرسالة المحمدية .
من هنا تمكنت الزوايا والطرق الصوفية من خلال توظيفها للعامل الديني الإسلامي من القيام بمد قنوات الحوار والتواصل وصيانة نسيج العلاقات الحضارية والسياسية بين المغرب وإفريقيا ، إذ وجد هذا الأسلوب الديني قبولا من طرف الأفارقة ساعد على تغلغل طقوس الزوايا المغربية وتعاليمها الصوفية في الجزء الجنوبي والغربي لإفريقيا بشكل خاص.
وفي هذ الإطار ذهب بعض الفقهاء إلى التأكيد بأن معظم الزوايا والطرق الصوفية الإسلامية المنتشرة في إفريقيا أصلها من شمال إفريقيا وهيكل من الزوايا القادرية والزاوية التيجانية على سبيل المثال، وتعد هذه الأخيرة أهمهم وأنشطهم بفضل الدور الذي تلعبه في دعم وتوطيد العلاقات بين المغرب ودول القادرة السمراء.فكل من التاريخ والجغرافيا والثقافة والذي أعطى للعلاقات المغربية الغرب الإفريقية قوة من أجل توحيد الرؤى وإدراك المطالب المشتركة.
إن الإسلام ليس بالجديد في إفريقيا الغربية وخير دليل على ذلك ان كل من السنغال ومالي والنيجر وغينيا هي دول عرفت الإسلام وطبقت تعالمه منذ ثمانمائة سنة، أليس هذا كافيا لكي يشكل الجانب الديني والروحي مقوما أساسيا في العلاقات المغربية-الغرب الإفريقية وبهذا نكون قد فصلنا في الحديث عن إيجابية المفهوم الروحي ودوره في خلق روابط متينة تفوق الروابط الجغرافية والتاريخية لأنه لا يمكن التغاضي عنها ولها آثار كبيرة على العلاقات بين الدول السياسية والاقتصادية والثقافية[17] .
المبحث الثاني : مدى مساهمة المحدد الديني في ترسيخ علاقات المغرب مع إفريقيا
يحرص المغرب على نشر ودعم وتعزيز الإسلام المعتدل القائم على الحرية والتضامن والتسامح طبقا للفصل الثالث[18] من الدستور المغربي لسنة [19]2011، يمكن المسلمين واليهود والمسيحيين العيش جميعا مع تمتعهم بكامل الحقوق بما فيها حرية ممارستهم لشعائرهم الدينية، وهذا بفضل الاستقرار السياسي الذي يعرفه المغرب.
في هذا الصدد تعد تجربة المغرب فيما يتعلق بتسيير الحقل الديني رائدة وجديرة بالاهتمام والتقليد، فعلاوة على الروابط التاريخية والثقافية والدينية التي تربط المغرب مع العديد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، فإن المغرب وقع العديد من الاتفاقيات مع عدة دول إفريقية ( ساحل العاج، الغابون، نيجيريا) تهدف إلى تكوين الأئمة ( مركز محمد السادس لتكوين الأئمة) وفق النموذج المغربي القائم على الإسلام المعتدل الوسطي إضافة إلى ذلك فإن المغرب ساهم في عدة مناسبات في بناء وترميم ودعم العديد من المساجد في العديد من الدول الإفريقية وبالنظر للدور المهم الذي يضطلع إليه المغرب في مجال التعاون الديني مع الدول الإفريقية فقد تم إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة (2015) بغية توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين بكل من المغرب وباقي دول إفريقيا وذلك بغية التعريف بقيم الإسلام المعتدل ونشرها، وبذلك فهي تهدف إلى دحض التعصب الديني ونشر قيم الدين وقيم المبادرات الفكرية والعلمية في المجال الديني والرفع من العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين المغرب وباقي الدول الإفريقية .
إن تجربة المغرب في محاربة التطرف والتعصب الديني يعد نموذجا يقتدى به فبالإضافة إلى الجهود التي يبذلها المغرب لأجل نشر وتعميم تجربته في إطار التعاون جنوب-جنوب مع الدول الإفريقية فإن المغرب يعمل أيضا على تقاسم تجربته في الحقل الديني مع دول الشمال وخاصة الدول الأوروبية (فرنسا-بلجيكا) التي لم تتردد في طلب مساعدة المغرب المتعلقة بتكوين الأئمة [20].
فالدبلوماسية أصبحت في ظل السياق المعاصر صورة مختزلة عن الشعوب والأمم في مختلف أبعادها السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية والحضارية ،فبعد أن كان العمل الدبلوماسي يرتكز في السابق على التمثيلية السياسية للشعوب غذا اليوم ينفتح على كل الفعاليات التي من شأنها الإسهام في رعاية وخدمة مصالحها ويأتي هذا في سياق التحولات الكبيرة التي تعرفها مجتمعاتنا المعاصرة وما فرضته السياقات الجديدة من متغيرات على كثير من منظوماتنا بما فيها نظام الدولة نفسه، إذ لم يعد منحصرا في النظام السياسي بقدر ما أصبح يركز على كل المكونات والفعاليات المشكلة لهذا الكيان، وتبعا إلى هذا فقد تطورت العلاقات بين الدول وصارت أكثر تعقيدا ونشاطا مما كانت عليه في الماضي، بحيث تتضمن اليوم كل الفاعلين الذي يسهمون في رعاية هذه العلاقات وهو ما تبلور في مفهوم الدبلوماسية الموازية التي تعتبر البعد الروحي والديني من أهم فاعليها .
فلا يخفى الدور المحوري الكبير الذي أصبح يضطلع به المكون الديني في تقوية العلاقات الدولية والتقريب فيما بين الشعوب وإشاعة روح الحوار والتعايش وتثبيت دعائم السلم والسلام العالميين وقد صارت الدول اليوم على درجة كبيرة من الوعي بأهمية هذا المكون في تدعيم وتقوية مواقفها السياسية والدبلوماسية خاصة تلك التي تحمل موروثا ثقافيا وروحيا ودينيا كبيرا حيث أصبحت تعمل بشكل ممنهج على استثماره وبلورته في تقوية علاقاتها ونسج تحالفات لخلق فضاء للتعاون، إقليميا وقاريا ودوليا، والترويج لنموذجها الحضاري إلى جانب النماذج الحضارية الأخرى.
لقد شكل التصوف في سياق هذا البعد مرجعا روحيا وثقافيا هاما، فهو من أكثر المكونات الدينية رعاية وخدمة للأبعاد الروحية والوجدانية لأمتنا وذلك لاختصاصه بخدمة الجانب الإنساني من الدين الإسلامي المتمثل في تزكية النفس وتطهيرها والسمو بها إلى كمالات الأخلاق وقد قدم طيلة تاريخه نماذج إنسانية وحضارية راقية شكلت المرجعية قيميا وأخلاقيا وروحيا كبيرا، كان لها الأثر البالغ في إشاعة روح التعايش والتسامح فيما بين الأفراد والشعوب، سواء بين المسلمين على اختلاف مكوناتهم الثقافية والعرقية واللغوية…، أو فيما بينهم وبين غيرهم من المكونات الحضارية الأخرى.
إن الطرق الصوفية والطرق التيجانية تحديدا، تتوفر على مجموعة من أنصار في بعض الدول الإفريقية ، وبذلك فإن الرهان على هذه الجماعات التي تلعب دورا انتخابيا، يشكل إحدى الأوراق في العلاقات المغربية الإفريقية، بالنظر إلى الدور الدبلوماسي الذي تقوم به الزاوية التيجانية في تكييف علاقة إفريقيا بالمغرب خاصة، إذ يمكن القول إن هذه الزاوية تلعب دورا هاما ومحددا لا يستهان به في توطيد هذه العلاقات الإقليمية [21].
لقد تأثرت بلدان إفريقيا بتصوف أهل المغرب من خلال تلاميذ مولاي عبد السلام بن مشيش والشيخ أب الحسن الشاذلي، فأنشأت رباطات وزوايا كان لها أتباع كثر بكل من الجزائر وتونس على عهد الدولة الحفصية، وكذا ليبيا مع الدولة السنوسية، وصولا إلى السنغال ودولة ماسنا في مالي والدولة السوكتية في نيجريا والتشاد والسودان وإثيوبيا وغيرها، ووفقا لذلك أصبحت الطرق الصوفية والزوايا من الظواهر الاجتماعية التي لا يمكن إغفالها في تطور علاقات المغرب بإفريقيا [22]بالإضافة إلى غلبة السمات الثقافية المغربية التي انتشر فيها المذهب المالكي وساد مجتمعاتها التي يجمع بين الإسلام وبعض المعتقدات القديمة [23].
إن التصوف بما يحمله من موجهات سلوكية قد شكل فاعلا أساسيا في الرأسمال اللامادي للشعوب، وذلك لما يقدمه من إسهامات جليلة في البناء الروحي لهوية الإنسان وما لذك من آثار على كل أبعاده المعيشية وهو كفيل اليوم في ظل ما تشهده مجتمعاتنا من متغيرات وتحديات، بأن يقدم سندا روحيا قويا من شأنه أن يحصنها من كثير من الآفات والاختلالات بما فيها الفراغ الروحي المهول الذي أصبحت تعاني منه كثير من دول العالم، والدفع بقوة نحو تعزيز روح الحوار والتعايش والتعاون امتثالا لأمر الله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” [24]، وتحقيق مقاصد التعارف الوارد في قوله عز وجل: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”[25]، ومن تم تغيير الصورة النمطية التي أصبحت سائدة عن الإسلام في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب، وتحصين الشباب من كل أشكال التطرف والتعصب، وبعث روح التسامح وسائر القيم الإسلامية النبيلة .
إن الدبلوماسية الروحية[26] التي يقدمها اليوم من شأنها أن تخلق دينامية واسعة داخل مجتمعاتنا الإنسانية في شتى أبعادها ، فهي لا تقتصر في عملها على الجوانب الروحية والدينية، وإنما تشكل موجها عاما شموليا يهم المعيش الإنساني في كل أبعاده، دينا وسياسة وأمنا واقتصادا وثقافة …، وقد كانت لهذه الأبعاد الآثار البالغة في توثيق الصلات فيما بين الشعوب والأمم، فكل واحد منها يشكل حلقة مستقلة من شأنها الدفع بقوة نحو تعزيز وتمتين هذه الصلات، بداية من الأبعاد الفنية والجمالية التي يتضمنها الخطاب الصوفي وما أضحت تضطلع به هي الأخرى من أدوار ضمن هذه الدبلوماسية لما تفتحه من آفاق الحوار والتفاعل الإيجابي فيما بين الأفراد والثقافات والحضارات، إلى جانب الأبعاد المعرفية والثقافية والفكرية التي تشكل بدورها مكونا أصيلا في دعم وتعميق هذه الدبلوماسية، وما تفتحه من آفاق رائدة للتنمية سواء من خلال ما يسهم به المنتسبون للزوايا من رجال الاقتصاد أو من خلال المنتوجات القيمية التي يقدمها التصوف والتي تدفع بقوة نحو ترسيخ الفكر الإنتاجي وترشيده وتخليقه وما لذلك من آثار مباشرة على التنمية الاقتصادية ببعديها الإنساني والعمراني هذا بالإضافة إلى ما تكرسه سائر الأبعاد الأخرى من قيم وأعراف وسلوكات شكلت إرثا مشتركا لكل الشعوب التي شملها هذا المكون الروحي الأصيل .
لقد كان للمغرب دور كبير ورائد في تفعيل الدبلوماسية الروحية في أرقى مستوياتها، وذلك في سياق ما عرفه من تميز وتفرد لهذا البعد الروحي وما شكله من عمق وتأصل ضمن مكونات هويته، فالتصوف قد شكل مرجعا ثقافيا وروحيا وحضاريا هاما ضمن مقومات هذه الهوية وهو ما أعطى للتجربة الدينية المغربية توازنها وخصوصياتها ، من قيم روحية أصيلة شكلت صورة إيجابية للتدين المعتدل القائم على قيم الوسطية والاعتدال والمحبة ، وما كان لها من آثار على الإشعاع الروحي لهذا البلد، خاصة مع ما عرفه من مدارس وشخصيات صوفية جليلة ( ابن عربي، ابو الحسن الشاذلي…) كان لها الفضل الكبير في تقوية هذا الإشعاع فالمغرب وهو أرض الأولياء قد شكل مرجعا روحيا متميزا أسهم بقوة في توطيد العلاقات مع كثير من بلدان العالم، ويكفينا في هذا السياق ما عرفته المدارس والزوايا المغربية من امتدادات واسعة داخل إفريقيا وما خلفته تاريخيا وإلى الآن من روابط روحية وثقافية عميقة مع العديد من البلدان الإفريقية .
إن الدبلوماسية الروحية التي يقدمها المغرب في القطر الإفريقي تشكل حلقة وصل قوية فيما بين الشعوب الإفريقية، وهي من شأنها أن تقوم اليوم كما الأمس بأدوار طلائعية ومحورية في إشاعة السلم والأمن داخل هذه القارة وتسوية العديد من النزاعات والفتن بين الكثير من بلدانها، وربط الصلة فيما بينها وبين المكونات الحضارية الأخرى في سياق ما تقدمه هذه الدبلوماسية من أبعاد للتفاعل الحضاري الدولي والعالمي[27].
يشكل الرصيد الروحي والجانب الديني أحد مظاهر التعاون المغربي – الغرب الإفريقي، بحيث تعد بلدان إفريقيا الغربية من أهم بلدان إفريقيا جنوب الصحراء التي يربطها بالمغرب تعاون ديني متميز، حيث اتخذت عملية التواصل الروحي في بدايتها الأولى مظاهر وأشكال متعددة إما عن طريق قوافل الحج، تبادل المعلمين والفقهاء، وكذلك القوافل التجارية التي كان أصحابها- التجار- على دراية تامة بأصول الدين الإسلامي وتعاليمه، كل هذا ساعد على نشر الثقافة العربية الإسلامية .
إلى أن ظهرت في مراحل قادمة الطرق والزوايا الصوفية التي شكلت هي الأخرى شكلا من أشكال التواصل الروحي، ولقد أثبتت الظروف والتطورات على أن الأواصر الدينية والروحية التي تربط المغرب بمنطقة إفريقيا الغربية على درجة من العمق بالقدر الذي يتجاوز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية .
فالتعاون ما بين المغرب والدول الإسلامية بما فيها دول إفريقيا الغربية من بين المهام الرئيسية التي خص بها المشرع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، هذا التعاون الذي شكل في حد ذاته تواصلا روحيا عميقا، ويتخذ التعاون الديني الروحي الذي يربط المغرب بمنطقة إفريقيا الغربية عدة مظاهر نذكر منها :
- إنشاء جمعيات ومراكز تهتم بالتعاون الروحي الإفريقية
- بناء وترميم المساجد
- تنظيم ندوات تكوينية لفائدة الخطباء وتداريب تكوينية
- تبادل الزيارات الرسمية والغير الرسمية
من خلال ما سبق، نجد بان المغرب استطاع تحقيق تواصل روحي عميق لا يمكن التغاضي عنه، إذ أصبح هذا التواصل الروحي أشكالا متعددة سواء من خلال إنشاء جمعيات ومراكز روحية تهتم بالتعاون الروحي المغربي الغرب الإفريقي، أو من خلال تنظيم دورات وتداريب تكوينية لفائدة الطلبة والعلماء القادمين من إفريقيا الغربية ، وكذلك من خلال بناء وترميم المساجد وتبادل الزيارات في إطارها الروحي .
هكذا تبقى العلاقات الروحية بين المغرب والطرق الصوفية بإفريقيا الغربية رافدا قويا في علاقات المغرب بدول المنطقة ، من شأنه أن يعزز تلك العلاقات ويحميها من تقلبات السياسة والمصالح الاقتصادية ، فهذا وتعتبر لطريقة التيجانية آلية من الآليات التي تخلق تواصلا روحيا بين المغرب وافريقيا العربية، لكن الأساس يبقى في كيفية استثمار هذا التواصل الروحي، وفي هذا السياق يقول الأستاذ عادل الموساوي المتخصص في العلاقات المغربية الإفريقية بجامعة محمد الخامس الرباط “إن تلك العلاقات الروحية معطى جيد يصب في صالح المغرب، لكن عليه أن يستثمره بالقدر الكافي “[28].
خاتمة:
ختاما يمكننا القول أن العلاقات المغربية الإفريقية تحمل تاريخا عميقا متجذرا منذ انتشار الإسلام في إفريقيا الغربية إلا أنها تحمل علاقات تتسم بالتواضع والمحدودية، لكن بالرغم من ذلك فقد أسهم المغرب بشكل كبير في نشر الثقافة العربية الإسلامية في المنطقة، كما كان لظهور الطرق الصوفية (القادرية والتيجانية) دور كبير في خلق روابط روحية، جعلت من المغرب مركز إشعاع روحي لمنطقة إفريقيا الغربية .
فبالرغم من المشاكل الهيكلية والصعوبات السياسية والاقتصادية والتقنية التي تعرقل مسيرة التعاون الروحي المغربي الغرب الإفريقي، فإنه يجب على المغرب أن يدافع على اختياراته القارية وأن يأخذ في الحسبان مسألة المردودية والرهان على العنصر البشري وعدم الاقتصار على المجالات والقطاعات المنتجة ( الصيد البحري، التجارة، الاقتصاد، الاستثمار…)، وإنما يجب أن تشمل المبادرات المغربية المجالات بالتربية وتكوين الأطر أي يجب الاهتمام بالتعاون الثقافي والروحي وذلك داخل إطار متكامل وفعال ومندمج وفق استراتيجيات ذات منظور بعيد تأخذ بعين الاعتبار الرهانات التي تنتظر المغرب .
[1]كينت تومبسون وروي مكريدس، نظريات السياسة الخارجية ومعضلاتها ، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1966، ص: 35.
[2] عبد الإلاه الشباكي، دور المحدد الديني في دعم العلاقات المغربية الإفريقية – الطريقة التيجانية نموذجا، الحوار المتمدن-العدد: 1977 – 2007 / 7 / 15 نشرت على الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=102773&r=0
[3] الحاج محمد غومريس، السياسة الخارجية المغربية مقاربة إبستمولوجية وتجريبية، دار القلم ،الرباط، الطبعة الأولى 2001،ص:15.
[4] الحسان بوقنطار، السياسة الخارجية المغربية الإفريقية – الفاعلون والتفاعلات-، شركة بابل، الرباط، الطبعة الأولى 2002، ص: 193.
[5] لبابة عاشور، الدبلوماسية المغربية في إفريقيا، المغرب الإفريقي مجلة متخصصة في التراث والدراسات الّإفريقية، جامعة محمد الخامس السويسي، معهد الدراسات الإفريقية الرباط، عدد 10-2010، ص: 5.
[6] مجلة المالية ص 14و 15 سنة 2015. عدد 10.
[7]مجلة المغرب الإفريقي، عدد 10، 2010،معهد الدراسات الإفريقية ص7
[8]عادل المساوي، علاقة المغرب مع إفريقيا جنوب الصحراء بعد انتهاء القطبية الثنائية،بحث لنيل الدكتوراه، جامعة محمد الخامس بالرباط، السنة الجامعية : 2002/2003، ص29.
[9]مجلة البحثية، المجلد 1 العدد 1435/2014، ص 72.
[10] سيسي سليمان ، التصوف الإسلامي بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء ، ماء العينين النعمة علي ، التصوف ودوره في إرساء الروابط والعلاقات بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء ، اعمال ملتقى تزنيت الدولي للثقافات الإفريقية الدورة الثالثة ، منشورات جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية الثقافية -15-، سنة 2017، مطبعة الأمنية –الرباط، ص:181.
[11]A. Smith, Some Considerations relating to the formation of states in Hawsa land, journal of the History col society of Nigeria,VOL.3.1971.
[12] محمد أديوان، مسارات الإسلام الروحي بين المغرب وإفريقيا وضمان حقوق الإنسان،التصوف الإسلامي بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء ، ماء العينين النعمة علي ، التصوف ودوره في إرساء الروابط والعلاقات بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء ، اعمال ملتقى تزنيت الدولي للثقافات الإفريقية الدورة الثالثة ، منشورات جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية الثقافية -15-، سنة 2017، مطبعة الأمنية –الرباط، ص: 93و94.
[13] عادل موساوي ،علاقة المغرب بإفريقيا جنوب الصحراء بعد انتهاء القطبية الثنائية، أطروحة لنسل الدكتوراه في القانون العام، جامعة محمد الخامس أكدال- كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية الرباط، السنة الجامعية : 2002/2003، ص: 78
[14] حين أحمد محمود، الإسلام والثقافة العربية في افريقيا ، القاهرة دار الفكر العربي، 2001، ص: 23.
[15] يوسف فضل حسن، بعض مظاهر التواصل الافريقي ، دراسات افريقية، العدد 35 السودان، مركز البحوث والدراسات الافريقية، يونيو 2006، ص: 54.
[16]Adriana Piga, Islam et villes en Afrique au sud du Sahara entre soufisme et fondamentalisme, Edition Karthala, Paris, 2003 ,P :50.
[17] هاجر بن تيمية، الدبلوماسية الموازية في السياسة الخارجية المغربية دراسة تحليلية للأبعاد الثقافية والروحية لعلاقة المغرب بالجوار الغرب الإفريقي، بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ، جامعة محمد الخامس السويسي- كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية سلا، السنة الجامعية : 2008/2009، ص: 17-34-37-40.
[18]يؤكد الفصل الثالث أن ” الإسلام دين الدولة، والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية”.
عز الدين العلام ، سؤال الدين في الدستور المغربي الجديد، بدائل للقانون والاقتصاد، العدد 1 شتنبر 2014، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء، ص: 10.
[19]ظهير شريف رقم 1.11.91 صادر في 27 من شعبان 1432 (29 يوليو 2011) بتنفيذ نص الدستور، الجريدة الرسمية عدد 5964 مكرر بتاريخ 28 شعبان 1432 (30 يوليو 2011)، ص 3600.
[20]الزكاري يونس، السياسة الإفريقية للمغرب: الأهداف والتوجهات الكبرى ، مقال منشور بالمجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية العدد 138-139 يناير –أبريل 2018 ، مطبعة البيضاوي –سلا، ص: من 81إلى 85.
[21] منعم امشاوي، سؤال الأمن القومي بالمغرب: بين المعطى التاريخي والبعد الجيوسياسي، المجلة البحثية للعلوم الإنسانية والاجتماعية ، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية –سلا، مركز الدراسات والأبحاث مؤسسة خالد الحسن، المجلد 1 1435/،2014، ص: 72.
[22]Hami Hassan 1991, « La dimension spirituelle des relations transnationales, cas :Maroc –Afrique subsaharienne »,Thèse de doctorat d’état ,Université Hassan II ,Faculté des sciences juridiques Economiques et sociales, Casablanca:57-59 .
[23]محمد فائق، يناير 1999، العلاقات العربية الإفريقية، مجلة المستقبل العربي، العدد 239،ص:31.
[24] سورة المائدة الآية رقم 2 .
[25] سورة الحجرات الآية 13.
[26] يعتبر الجانب الديني أحد العوامل الأساسية في تحديد الدبلوماسية المغربية في إفريقيا ، وذلك راجع للرصيد الروحي للمغرب مع العديد من هذه الدول .
حسن الإسماعيلي، ، “السياسة المغربية الخارجية على الساحة الإفريقية “، رسالة لنيل دبلوم السلك العالي، المدرسة الوطنية للإدارة العمومية، الرباط،1981 ص: 28و29.
[27] التصوف والدبلوماسية الروحية : الأبعاد الثقافية والتنموية الحضارية، الملتقى العالمي للتصوف الدورة الثانية عشر ، أيام 09،10،11،12 ربيع الأول 1439، الموافق ل 28-29-30 نونبر 1 دجنبر 2017، الطريقة القادرية البودشيشية، ص: من 2 إلى 5.
[28] علي محمد الأحمر ، التصوف الإسلامي بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء ، ماء العينين النعمة علي ، التصوف ودوره في إرساء الروابط والعلاقات بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء ، أعمال ملتقى تزنيت الدولي للثقافات الإفريقية الدورة الثالثة ، منشورات جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية الثقافية -15-، سنة 2017، مطبعة الأمنية –الرباط، ص: 75و76و77 و87و88.