تنظم كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في جامعة الحسن الأول بسطات )المغرب( وجامعة إسراء )فلسطين(، بالتعاون مع مركز المنارة للدراسات والأبحاث )المغرب( ومركز سبائك للتعليم والتدريب )البحرين( . المؤتمر الدولي الافتراضي المحكم بعنوان :
“الأمن الأسري في الوطن العربي الواقع والتحديات المعاصرة فيما بعد الحداثة “
يومي السبت والأحد 26 و 27 يونيو 2021 مباشرة على الصفحة الرسمية لمركز المنارة للدارسات والأبحاث، وبالصفحة الرسمية للكلية الحقوق بسطا ت، على الساعة العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش المغرب – GMT+1 )),
اللجنة الشرفية للمؤتمر
رئاسة ومنسق المؤتمر : أ.م.د. فداء المصري. لبنان
رئاسة الشرفية : أ. د. عدنان الحجار. فلسطين.
والعميد أ. د. علاء مطر. فلسطين.
رئاسة التنظيمية: د. رضوان العنبي. المغرب
رئاسة التقنية : إ. رجب سالم . البحرين
رئاسة اللجنة العلمية للمؤتمر: د. محمد خمريش المغرب، ود. نانسي موسوي لبنان
أعضاء اللجنة العلمية :
د. وداد العيدوني – المغرب د. أديبة حمدان. لبنان(الجامعة اللبنانية)
د. خالد العزي. لبنان د. باسم كاظم خلف. العراق
د. عبد السلام فيغو. المغرب د. ايمان عباس الخفاف. العراق
د. أيمان مرداس. دبي د. عبد العزيز خمريش. المغرب
د. ناديا الهواس المغرب. د. سامي مقداد. فلسطين
د. زلفى بدر الدين. فلسطين د. وفاء جوهر. المغرب
د. أحمد الوادية. فلسطين. د. عائشة عمران. الجزائر
د. حميد اليسفي المغرب. د. ليلى البنيسي. المغرب
د. منية مزيد. فلسطين د. طارق الديراوي. فلسطين
د. هويدا الترك. لبنان (الجامعة اللبنانية) د. رائد محسن. لبنان (الجامعة اللبنانية)
د. ريماز عفيف حرز. لبنان (الجامعة اللبنانية) د. عبد الحميد المليحي. المغرب
أ.د. صالح نهير الزاملي. العراق (جامعة المستنصرية) د. أحمد الحساينة. فلسطين
د. نانسي شريف الموسوي. لبنان (جامعة اللبنانية) د. ليال الرفاعي. لبنان (الجامعة اللبنانية)
د. ربى عبد الناصر الشعراني لبنان (جامعة اللبنانية) د. عبد الجواد العطار. فلسطين
د. إبراهيم المصري. فلسطين د. وصال الحلبي. لبنان (الجامعة اللبنانية)
د. صالح نهير الزاملي. العراق (جامعة اللبنانية) د. فايز بشير. فلسطين
د. عبد الرحمن الشرقاوي. المغرب د. مريم علي رعد. لبنان
د. صونيا البيطار. لبنان د. أسماء الشقاقي. فلسطين
د.مجاهد الحاج . فلسطين د. عبد الحميد اليعقوبي المغرب
مقدمة واشكالية المؤتمر
تُعتبر الأسرة وحدة اجتماعية مستقلة بحد ذاتها لها كيانه وأسسها التنظيمي والمحوري للمجتمع. فهي تُعد من أهم الجماعات التي تحتضن الفرد وتنمي قدراته وتعزز نسقه القيمي والمجتمعي، في كافة المجتمعات القديمة والحديثة بحد ذاته. بقيت محافظة على كينونتها ودورها الحيوي تجاه الأفراد رغم تمادي لأسس العمل المؤسساتي التي طغى على كافة مناحي الدولة. إذ أنها تُعد من أقدم التشكيلات الاجتماعية على الإطلاق حيث تمثل وجودها بالنُظم القلبي في المجتمع القديم قبل انتظام بنيان المجتمع ونشوء جوهر العمل المؤسساتي للدولة، فهي تولت تأمين حاجات الفرد الطبيعية والاجتماعية والخدماتية، وبالتالي تلبي له مستلزمات أمنه وأمانه الاجتماعي، فهي بذلك تُعد الحجر الأساسي واللبنة الأولى للمجتمع الذي يستند عليها في ضمان وحدة بنائه الاجتماعي. ولهذا الأمر الجوهري والبنائي أو المحوري التي تحتله الأسرة بالنسبة للمجتمع فقد شكلت محور اهتمام سوسيولوجي كبير لدى المفكرين القدماء والمعاصرين، ولعل أهم من قدمها لنا كنسق محوري هو الفيلسوف وعالم الاجتماع أوغست كونت إذ أشار بأن تتزامن مع كل العصور وكل الأطوار التي عرفتها أو سوف تعرفها البشرية. وهي المسؤولة عن تكوين الرأسمال الثقافي والاجتماعي للفرد وفقاً لنظرية بيير بورديو.
وقد اقتضت فطرة البشرية للفرد ان لا يستقيم أحواله وحياته إلا بالعيش ضمن الأسرة التي نشأ وتربى في ظلها، والتي تساهم في تشكيل الإطار المجتمعي له وللمجتمع، حيث تتداخل مع أبعاد المجتمع المختلفة وتركيبته ضمن ما تقوم به من أدوار ووظائف تتصل بالنظام الأسري ووحدتها المتماسكة مع النظم الثقافية والاقتصادية والسياسية. في تتأثر وتؤثر بالمجتمع نظرا ً لطبيعة التداخل في بين الوحدتين. فكلما تعرض النظام الاجتماعي في الأسرة إلى خلل ما أو تفكك في العلاقات كلّما تأثرت بذلك ميادين المجتمع كافة، مما يجعل من الصعب تحقيق أهداف المجتمع أمنية كانت أو ثقافية أو اجتماعية، لفقده للحاضنة السليمة القادرة على القيام بواجبها اتجاه الأمن والثقافة والهوية التي تطبع عبرها الفرد حسب انتماءاته البيئة المختلفة.
وبما أن الأسرة هي جامعة أولية لكل مجتمع وعمادُه وسابقة لوجوده كونها تُعد من الجماعات المؤطرة لوجود الفرد تبعاً للاعتبارات البيولوجية، وعليها يتأسس صلاحُه وفسادُه؛ باعتبارها الحاضنة الأولى، والعالم الأصغر التي يفتح عليه الأطفال عيونهم، وتنمو فيه أحاسيسهم، وتتشكل بها استعداداتهم، وتتغذى مواهبهم، وتتكشف اتجاهاتهم؛ لذلك كان تحصيل الأمن بهذا المجتمع الصغير “مجتمع الأسرة” مقدمة لتحصيل أمن المجتمع الكبير، وتثبيت استقراره وضمان لأمنه الداخلي، وتهيئة ظروف تنميته وتقدمه ورفعته.
إن ما يشهده العالم اليوم من تغيرات على مستوى الأدوات والوسائل وعلى مستوى الأفكار والمعتقدات يُظهر حجم ما تواجهه المؤسسة الأسرية داخل المجتمع من تحديات ومعوقات تساهم في تفككها والحد من وظائفها تجاه الأفراد والمجتمع؛ وتتمثل بتحولات اجتماعية واقتصادية وإعلامية وثقافية تؤثر في بنيتها وتضعف وحدتها الداخلية سواء على مستوى الشكل أو المضمون وأحياناً تتعدى ذلك على مستوى الوجود والكيان. وعليه تبرز خطورة ما تتعرض له الأسرة في المجتمع الدولي ككل ومجتمعنا العربي بشكل خاص. والتي تعتبر الأسرة وحدة جوهرية للمجتمع العربي وركن الأساسي الضامن له التماسك البنيوي؛ مقارنة ً بالمجتمعات الغربية التي تفلت من الحفاظ على التركيبة الأسرية والتمادي بدور المؤسسات المدنية.
ولعل هذه خطورة التي تواجهها الأسرة العربية تعكس حجم هذه التحديات خاصة تلك التي تتصل بدور وسائل الإعلام وأدوات التواصل والاتصال الجماهرية التي غزت كل بيت من البيوت سواء الريفية منها والمدنية على حدٍ سواء. الأمر الذي يستدعي بكل جدية إلى تكاتف الجهود من أجل دعم بنّيان الأسرة ووحدتها، مع تضافر الجهود الرسمية لرسم السياسات الاجتماعية لحماية ورعاية وحدة الأسرة وضمان تنظيمها عبر مواجهة حقيقية لمثل هذه التحديات. وإن واقع الأسرة في جميع جوانبه وخصوصاً في بعده الأمني يستدعي عملاً بحثياً جاداً وقادرا على توصيف واقع أمن الأسرة وما تتعرض إليه من مشاكل ومصاعب تشكل عبء ً حقيقاً عليها وعلى دورها ووظائفها المجتمعية التي يمكن أن تساند بها الدولة في مسؤوليات الرعاية المختلفة في ظل تحقيق الأمن الأسري.
محاور المؤتمر:
المحور الأول: مفهوم الأمن الأسري وآفاقه بين المفاهيم والمصطلحات وما تتضمنه من أبعاد سوسيولوجية تجاه المجتمع.
المحور الثاني: مفهوم التكنولوجيا والاتصال وأدواتها وتطوراتها الراهنة وفقاً للتغيرات الإيجابية والسلبية التي تواجهه الأسرة العربية.
المحور الثالث: التحديات تربوية التي تعكسها بنية الأسرة عاطفيا ً، نفسيا ً، ووجدانيا ً.
المحور الرابع: معوقات تواجه الأمن الأسري في المجتمع العربي ككل.
المحور الخامس: تشريعات وسياسات تنموية لتفعيل أمن الأسرة العربية.
د. فداء إبراهيم المصري (الجامعة اللبنانية)