أحدث التدوينات

“الأمن الأسري في الوطن العربي الواقع والتحديات المعاصرة فيما بعد الحداثة”

تُعتبر الأسرة وحدة اجتماعية مستقلة بحد ذاتها لها كيانه وأسسها التنظيمي والمحوري للمجتمع. فهي تُعد من أهم الجماعات التي تحتضن الفرد وتنمي قدراته وتعزز نسقه القيمي والمجتمعي، في كافة المجتمعات القديمة والحديثة بحد ذاته. بقيت محافظة على كينونتها ودورها الحيوي تجاه الأفراد رغم تمادي لأسس العمل المؤسساتي التي طغى على كافة مناحي الدولة. إذ أنها تُعد من أقدم التشكيلات الاجتماعية على الإطلاق حيث تمثل وجودها بالنُظم القلبي في المجتمع القديم قبل انتظام بنيان المجتمع ونشوء جوهر العمل المؤسساتي للدولة، فهي تولت تأمين حاجات الفرد الطبيعية والاجتماعية والخدماتية، وبالتالي تلبي له مستلزمات أمنه وأمانه الاجتماعي، فهي بذلك تُعد الحجر الأساسي واللبنة الأولى للمجتمع الذي يستند عليها في ضمان وحدة بنائه الاجتماعي. ولهذا الأمر الجوهري والبنائي أو المحوري التي تحتله الأسرة بالنسبة للمجتمع فقد شكلت محور اهتمام سوسيولوجي كبير لدى المفكرين القدماء والمعاصرين، ولعل أهم من قدمها لنا كنسق محوري هو الفيلسوف وعالم الاجتماع أوغست كونت إذ أشار بأن تتزامن مع كل العصور وكل الأطوار التي عرفتها أو سوف تعرفها البشرية. وهي المسؤولة عن تكوين الرأسمال الثقافي والاجتماعي للفرد وفقاً لنظرية بيير بورديو.
وقد اقتضت فطرة البشرية للفرد ان لا يستقيم أحواله وحياته إلا بالعيش ضمن الأسرة التي نشأ وتربى في ظلها، والتي تساهم في تشكيل الإطار المجتمعي له وللمجتمع، حيث تتداخل مع أبعاد المجتمع المختلفة وتركيبته ضمن ما تقوم به من أدوار ووظائف تتصل بالنظام الأسري ووحدتها المتماسكة مع النظم الثقافية والاقتصادية والسياسية. في تتأثر وتؤثر بالمجتمع نظرا ً لطبيعة التداخل في بين الوحدتين. فكلما تعرض النظام الاجتماعي في الأسرة إلى خلل ما أو تفكك في العلاقات كلّما تأثرت بذلك ميادين المجتمع كافة، مما يجعل من الصعب تحقيق أهداف المجتمع أمنية كانت أو ثقافية أو اجتماعية، لفقده للحاضنة السليمة القادرة على القيام بواجبها اتجاه الأمن والثقافة والهوية التي تطبع عبرها الفرد حسب انتماءاته البيئة المختلفة.

للاطلاع على المؤلف في شقه العربي المرجو الضغط على الرابط التالي:

https://revuealmanara.com/wp-content/uploads/2025/10/1.pdf

وبخصوص المؤلف في شقه الفرنسي

https://revuealmanara.com/wp-content/uploads/2025/10/unnamed-file.pdf

إقرأ أيضاً

النموذج التنموي الجديد :قراءة في السياق وسؤال التنمية بالمعرب؟/ ماي 2020

صدر عن مجلة المنارة للدراسات القانونية والادارية وضمن سلسلة مؤلفات جماعية مؤلف موسوم ب:”النموذج .التنموي …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

en_USEnglish