تقرير عن يوم دراسي بعنوان:
” أطروحة الدكتوراه في القانون: المنهجية والتوجه ”
إنجاز: سميرة خزرون
طالبة باحثة بسلك الدكتوراه في القانون الخاص
مختبر الدراسات في الطفل والأسرة والتوثيق
كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس
التقرير :
نظم مختبر الأبحاث والدراسات في الطفل والأسرة والتوثيق التابع لمركز دراسات الدكتوراه في العلوم القانونية والسياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس يوم الجمعة 3 ماي 2019 على الساعة الثالثة زوالا بقاعة الندوات بالكلية يوما دراسيا تكوينيا في إطار التكوينات التكميلية الإلزامية لفائدة طلبة الدكتوراه في موضوع: “أطروحة الدكتوراه في القانون: المنهجية والتوجه” من تأطير الأساتذة بكلية الحقوق بفاس : الأستاذة كنزة حرشي أستاذة التعليم العالي ومنسقة ماستر المالية التشاركية، والأستاذة بهيجة فردوس أستاذة مؤهلة ، والأستاذ كريم متقي أستاذ مؤهل، وتقرير سميرة خزرون طالبة باحثة بسلك الدكتوراه في القانون الخاص بذات الكلية.
وقد انطلقت مجريات اليوم التكويني والذي شهد حضورا مكثفا للطلبة سواء المسجلين بسلك الدكتوراه أو باقي الأسلاك بالكلية بكلمة افتتاحية للأستاذة بهيجة فردوس منسقة الندوة أشادت فيها بمدى أهمية موضوع اليوم الدراسي والتي تكمن في أهمية البحث العلمي بحد ذاته وهو ما يوضح الدور المهم لمنهجية البحث في مسار إعداد الطالب لأطروحته ؛ وتم بعد ذلك منح الكلمة من طرف الأستاذة فردوس للأستاذة كنزة حرشي كمداخلة أولى لتلقي كلمة شكر في حق الأساتذة المشاركين والحضور ، وتتحدث عن أهمية منهجية البحث العلمي منذ مسلكي الإجازة و الماستر إلى مسلك الدكتوراه لتسلط الضوء على نقطة مهمة تتجسد في ضرورة سعي الطالب أثناء بحثه للحصول على التكوين وليس الشهادة فقط ، وأشارت الأستاذة قبل التفصيل في مداخلتها التي عنونتها بالمناهج وتطبيقها في البحث القانوني إلى أهمية تعددية المناهج حسب ما يقتضيه البحث القانوني على اعتبار العلوم الإنسانية أو الإجتماعية والتي تنضوي تحت لوائها العلوم القانونية تتطلب تعددية المناهج في البحث ، وقد فصلت الأستاذة في أسباب هذه التعددية في ارتباط بالظاهرة الاجتماعية مثلا مستدلة بنموذج ظاهرة جنوح الأحداث والتي تقتضي الاستعانة بعدة علوم ومناهج كعلم الاقتصاد والإحصاء.
لتستمر بعد ذلك الأستاذة حرشي في الخوض في مختلف أنواع المناهج وتطبيقها في البحث العلمي بين المناهج الإجرائية والمناهج العقلية وبتفصيل ، متطرقة على مستوى الأولى للمنهج التاريخي والوصفي والمقارن مع تعريف كل منهج وكيفية اعتماده وتوضيح ذلك بنماذج ، ومتناولة في إطار المناهج العقلية المنهج الاستقرائي والاستنباطي والاستدلالي والتحليلي ، وقد سلكت أيضا في التعاطي معها نفس المسلك الذي اعتمدت بالنسبة للمناهج الإجرائية، بحيث عرفت كل منهج موضحة ضوابطه و شروط اعتماده .
وبعد أن فرغت الأستاذة من الحديث عن مختلف أنواع مناهج البحث العلمي ، قدمت خلاصة لمداخلتها مع القاء الضوء على مراحل البحث العلمي عموما والتي تتجلى في ضرورة احترام الطالب خلال بحثه لمراحل البحث العلمي المتمثلة بداية في تحديد الاشكالية ووضع الفرضيات ثم تحديد عينات الدراسة والآليات وأدوات البحث لبلوغ مرحلة تحقيق النتائج وتعميمها؛ لتكون بذلك الأستاذة قد اختممت مداخلتها معيدة الكلمة للأستاذة بهيجة فردوس والتي ركزت في مداخلتها على ضرورة تكوين الطالب لشخصيته القانونية منذ السنة الأولى بالدراسات الجامعية وأكدت مرة أخرى الأستاذة على أهمية المنهج في البحث والذي تفرضه حسب رأي الأستاذة طبيعة البحث مستدلة بأمثلة في ذات السياق ومشيرة لمدى تأثير عدم تحديد المنهج على البحث والمتمثل أساسا في ضياع الجهد المبذول من قبل الطالب الباحث ؛ وتجنبا للتكرار على مستوى التطرق لأنواع مناهج البحث العلمي ارتأت الأستاذة بهيجة تسليط الضوء على منهج القياس مفصلة في تعريفه وموضحة لأهميته مع سرد نماذج بشأن تطبيقه، واختتمت الأستاذة مداخلتها بالتأكيد على كون المنهجية تبقى أهم من المنهج.
لتنتقل الكلمة بعد ذلك للأستاذ كريم متقي والذي استهلها أيضا بتوجيه الشكر للجنة المنظمة والأساتذة على إقامة اليوم الدراسي ، مخصصا مداخلته للتطرق للجانب العملي أكثر من النظري، إذ تحدث في مسألة مهمة وهي الهدر الجامعي بحيث قد يتخلى الطالب في مرحلة الدكتوراه عن الاستمرار في البحث رغم الكفاءة وقد عزا الأستاذ ذلك إلى مجموعة من الأسباب على رأسها صعوبة السيطرة على البحث بتحديد الموضوع بدقة والمنهج ، إلى جانب غياب الرغبة النفسية أو القدرة سواء المادية أو الجسمانية أو اللغوية ، كما نبه الأستاذ لمجموعة من المتطلبات الشكلية خلال إنجاز البحث إن على مستوى صياغة الاشكالية أو العناوين أو الهوامش، الى جانب تأكيده على ضرورة احترام ضوابط الأمانة العلمية وظهور شخصية الباحث في البحث.
وقبل اختتام مداخلته تطرق الأستاذ لأهمية المقدمة في البحث ثم خصص الحديث لضوابط التعاطي مع مصادر البحث العلمي بمختلف أنواعها ( المصادر العامة، القوانين،الاحصائيات، شبكة الانترنت) والمرفقات .
لتعود الكلمة الختامية للأستاذة بهيجة فردوس والتي أكدت على جل النقط البارزة التي تناولها كل من الأستاذين كريم متقي وكنزة حرشي (مناهج البحث،أهمية المقدمة ، ضوابط اعتماد المصادر والمراجع والملاحق ، مسألة الهدر الجامعي) ، وقد أشارت في ذات الإطار لتنوع مدارس البحث بين المدرسة الإسلامية والأنجلوساكسونية واللاتينية والجرمانية ، وأكدت أيضا على ضرورة اختيار الطالب لبحثه حسب ميوله وإلمامه ، كما نبهت الأستاذة بدورها لضرورة الالتزام بالأمانة العلمية حين إنجاز البحث لتكون الأستاذة فردوس بذلك اختتمت كلمتها موجهة الشكر للأساتذة المشاركين والحضور مع فتح الباب لتلقي المداخلات ومن تم رفع الجلسة.