في التطرف

في التطرف

      

الدجالي أيوب طالب باحث بسلك الدكتوراه،

مركز دراسات الدكتوراه في القانون و الاقتصاد،

شعبة القانون العام، فريق البحث في القانون الدستوري و علم السياسة،

محور الفاعلين و أشكال التدخل السياسي و الاجتماعي،

بكلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية السويسي،

جامعة محمد الخامس الرباط.

 

يعـد التطـرف مـن القضايـا و الإشكالات التي تشغل بــال الإنسانية جمعــاء، حيــث أضحت قضيــة حياتيـة يوميـة أساسـية، وذلـك لمـا تشـهده الإنسانية مـن تغير نحو التشــدد عــلى مســتوى الفكــر و الممارسة.

فالتطرف و خاصة التطرف الديني منه من الظواهر القديمة قدم الإنسان ذاته و هده الظاهرة تلازم سلوك و تصرفات و معتقدات بعض البشر  مند بداية التاريخ الإنساني[1] و رغم تخطي البشرية السنين لا تزال هده الظاهرة تجد من يساندها و يدعمها رغم خطورتها على الإنسانية، وظاهرة التطرف أضحت تحظى باهتمام كبير عالميا عقب فشل المقاربة الصلبة المعتمدة إبان أحداث 11 سبتمبر 2001.

والتطرف ليس حديثا بالمجتمع المغربي بل هو قديم، لكن أحداث 16 ماي 2003 أعادت الظاهرة إلى النقاش بالفضاء العمومي، إذ أنها أبانت عن خطورته سواء في شقه الديني أو الفكري بل و يزداد خطره حين ينتقل من وعائه الفكري و ألاعتقادي و النظري إلى طور الممارسة و التطرف السلوكي الذي يعبر عن نفسه بأشكال مادية باستخدام و سائل العنف و القتل و الإرهاب لتحقيق أهدافه[2].

 

 

After September 11 2001, a complex set of concepts entered political and societal discourse about violence motivated by jihadist ideology.

Radicalisation leading to violence is not a new phenomenon. It may take diverse forms depending on the context and time period, and may be associated with different causes or ideologies

After terrorism has exhausted its validity, The international community, under United nations auspices, has moved to use the concept of extremism as an alternative to terrorism, This is correct as long as extremism is an idea And terrorism the action.

Key words: radicalization, theories, terrorism.

الفرع الأول: مفهوم التطرف

 

نتيجةً للأحداث المعاشة من اضطرابات سياسية وظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، ظهرت العديد من المفاهيم في عصرنا الحديث أصبحنا نتداولها باستمرار، ومن هذه المصطلحات: التطرف والإرهاب والتشدد، ولكن أبرز تلك المصطلحات وأكثرها شمولية هو مصطلح التطرف، والذي يعني التشدد لفكر أو مذهب معين، والبعد عن الوسطية والاعتدال، والخروج عن  مجموعة من المعتقدات والأفكار التي تجاوزت المألوف والأعراف والعادات والتقاليد والقيم التي تحكم المجتمع على أساس أن التطرف هو تمهيد للإرهاب و تكون معه البنيات المجتمعية المتطرفة حواضن للتنظيمات الإرهابية.

   تجمع التعريفات السياسية على أن التطرف هو الانحراف باستعمال العنف ضد منظومة القيم المؤطرة للمجتمع، و هنا لابد من تمييز التطرف عن شبكة من المفاهيم المجتمع المرتبطة به كالأصولية التي تعارض فكرة تكييف المبادئ الدينية مع الواقع المعاش و تفضل الالتزام الحرفي بالنصوص المقدسة، أيضا هناك مفهوم الفكر الجهادي الذي يحث المنتسبين إلى التنظيم يقومون باستعمال العنف داخل البنيات المجتمعية حتى وهو منخرطين عبر الفضاء الافتراضي.

 

الفقرة الأولى: الإطار اللغوي

مع تزايد وثيرة الأحداث الإرهابية بالمعمور بدا مصطلح التطرف يطفوا على السطح فكان من الضروري الرجوع إلى الأصل اللغوي.

ابن منظور يعرف التطرف في معجمه (لسان العرب) بقوله: “قال شمر: أعرف طرفه إذا طرده ابن سيده. وطرف كل شيء منتهاه، والجمع كالجمع، والطائفة منه طرف أيضا وتطرف الشيء: صار طرفا. وشاة مطرفة: بيضاء أطراف الأذنين وسائرها  أسود، أو سوداؤها وسائرها أبيض. وفرس مطرف: خالف لون رأسه وذنبه سائر لونه”[3].

 وردت لتطرف عدة معاني في قاموس oxford[4] من خلال اعتباره (شدة المغالاة أو العنف في الانفعال أو السلوك ) ، و ( الغلو و الفوضوية في الاعتقاد والسلوك ) ، أما معجم [5]standard dictionary فقد عرّف التطرف على انه (راديكالية الاعتقاد )  و في معجم [6]le robert micro عرف بأنه الآراء المعارضة وهو مفهوم سياسي و انه كل أشكال العودة إلى الجذور و معجم  [7]la rousse  عرفه بأنه تحويل أنشطة مجموعة ما أكثر عنف خاصة في المجال السياسي و الاجتماعي.

 

الفقرة الثانية: التطرف اصطلاحا

لا يكاد يخرج المعنى الاصطلاحي للتطرف عن معناه اللغوي، فهو حالة من التزمت و التمسك بعقيدة و  الابتعاد عن الاعتدال و تجاوز الحدود المعقولة[8] مما يؤدي إلى الاستخفاف و الاستهانة بآراء و معتقدات و أفكار الآخرين بل و العمل على محاربتها التي قد تؤدي إلى سلوكيات لا تستحضر العقل و التطرف قد يكون فرديا كما يمكن ان يكون جماعيا، تلقائيا أو منظما.

التطرف هو موقف سياسي يرفض معتنقوه أي فرصة للحوار يتبنون من خلاله الجمــود العقائــدي و الانغلاق العقــلي، كما يرفضون أي تلميح حول وجود قصور أو خطأ في فهمهم، ويذهبون في جدلهم إلى أبعد مدى ممكن. و كل مدرسة من مدارس الفكر السياسي لديها متطرفوها، ولكن المتطرفين من جميع الأطياف في نهاية الأمر يرفضون أي تسوية أو حل وسط مع الآخرين الذين يشاركونهم آراءهم[9].

فالتطرف هو بمثابة نزعة سياسية واجتماعية تميل إلى استعمال العنف ضد الدولة، أو ضد المجتمع، أو ضد الغير، ولاسيما أن المتشددين يريدون تغيير الواقع و العودة إلى الوراء و المماثلة بين الجميع[10] باستعمال العنف بمختلف أنواعه، سواء أكان عنفا ماديا أم رمزيا. ومن ثم، فالتطرف هو مصادرة غير شرعية وغير قانونية للحرية الإنسانية، وعدم الاعتراف بوجود الغير المختلف، ثم إنكار متعسف لشرعية الاختلاف، وعدم القبول بالحوار المتبادل[11]، إذا تهيأت الظروف و البيئة الملائمة لأسباب ذاتية نفسية في الغالب.

 

الفقرة الثالثة: مثن التطرف بالشريعة

التطرف ليس من المصطلحات الشرعية،فهو لم يرد في القرآن الكريم،ولا في السنة النبوية و لكن هناك ما يقابله من قبيل الغلو و الطغيان.

فالغلو هو مجاوزة الحد وهو لفظة شرعية وهي من غلا إذ زاد وارتفع وجاوز الحد ، وقد جاء ذلك في قوله تعالى ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ ﴾[12]

وقال تعالى ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ ﴾[13] ، قال الطبري في تفسيره: ( لا تفرطوا في القول فيما تدينون به من أمر المسيح، فتجاوزوا فيه الحق إلى الباطل، فتقولوا فيه: هو الله، أو هو ابنه، ولكن قولوا هو: عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )[14]

وجاء في السنة عن ابن عباس رضي الله عنه : لما جمع النبي صلى الله عليه وسلم الجمرات أمره أن يلقط له حصى صغارا وقال : «قال رسول الله غداة جمع: هلم القط لي الحصى فلقطت له حصيات من حصى الخذف، فلما وضعهن في يده، قال: نعم بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين، فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».

والغلو نوعان[15] :

الأول : غلو اعتقادي و هو الأخطر : كغلو النصارى في عيسى ابن مريم عليه السلام ، وغلو الرافضة في الأئمة ، وغلو الخوارج في تكفير أهل الإسلام بالكبيرة والذنب .

والثاني : غلو عملي : وهو المتعلق بالأمور العملية التفصيلية من الأقوال والأفعال بما لا يترتب عليه اعتقاد مثل الزيادة في العبادات[16].

بخصوص الطغيان  كمرادف للتطرف فهو إفراط الاعتدال في حدود الأشياء ومقاديرها و مجاوزة الحد الذي كان عليه من قبل و ذكر أيضا في القران الكريم وفق أربع صور[17]، إذ الصورة الأولى مرتبطة بالضّلالة، وذلك كما في قوله تعالى: ﴿ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾[18] و الصورة الثانية بمعنى العصيان، وذلك كما في قوله تعالى: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى﴾[19] أما الثالث فبمعنى الارتفاع والتكاثر، وذلك كما قوله تعالى: ﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ ﴾[20] و الصورة الأخيرة بمعنى الظّلم، وذلك كما في قوله تعالى: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾[21]، وقوله سبحانه: ﴿ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴾[22].

 

الفقرة الرابعة: تعريفات مؤسساتية

“خطة عمل منع التطرف العنيف”[23] أكدت فيها الأمم المتحدة أن التطرف العنيف إهانة لأهدافها ومبادئها، و أن هذه الظاهرة تضعف الأركان الثلاثة التي ترتكز عليها الأمم المتحدة: السلام والأمن والتنمية المستدامة، إذ يقــوّض جهودها الراميــة إلى صــون الســلام والأمــن الــدوليين، وتعزيــز التنميــة المســتدامة، وحمايــة حقــوق الإنســان، وتعزيــز ســيادة القــانون، والاضطلاع بالعمل الإنساني.

خطـة العمـل هـذه تتبـع منهجا عمليـا لمنـع التطـرف العنيف، دون الخوض في المسائل المتعلقة بالتعريف باعتباره من سلطة الدول ويجب صياغته بما ينسجم مع التزاماتها بموجب القانون الدولي، وخصوصًا قانون حقوق الإنسان الدولي[24]،

لكن يمكن أن نستشف تعريفا لتطرف من خلال مسبباته إذ حددت الخطة الأوضاع التي تشجع العنف المتطرف وسياقه البنيوي، كانعدام الفرص الاجتماعية – الاقتصادية والتهميش والتمييز وتردي الإدارة الحكومية وانتهاكات حقوق الإنسان والنزاعات التي تمتد طويلًا بلا حل، إضافةً إلى التطرف الذي يحدث في السجون.

كما يمكـن التمييز بين فئتين رئيسيتين من الدوافع[25]، هما: “العوامل الدافعة”، أي الظـروفُ الـتي تـؤدي إلى التطــرف العنيــف والســياق الــذي ينشــأ عنــه، منها قلة الفرص الاجتماعية و الاقتصادية والتهميش والتمييز وسوء الإدارة وانتهاكات حقوق الإنسان و غياب سيادة القانون والنزاعات الطويل الأمد و انتشار الفكر داخل المؤسسات السجنية.

بينما “العوامــل الجاذبــة”، أي الحــوافز الـتي تـؤدي دورا رئيسـيا في تحويـل الأفكـار إلى أفعـال متطرفـة عنيفــة كالدوافع الشخصية المظالم الجماعية و الشعور بالتعرض للإيذاء و الإقصاء، تحوير المعتقدات والخلافات العرقية و الثقافية والشبكات الاجتماعية (ك youtube facebook telegram…) و شخصية القائد.

تطبيقا لقرار الجمعية العامة رقم a/res/70/291[26] و الذي ينص على أن جميع منظمات الأمم المتحدة ملزمة بتنفيذ التوصيات المناسبة من خطة العمل الأممية كل فيما يعنيه، انخرطت منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة  بشكل واضح في مكافحة للتطرف دون أن تقدم له تعريفا على غرار المنظمة الأم، لكنها ساهمت في صدور مجموعة من المؤلفات[27] التي تعني بالموضوع، كما ان مجالسها التنفيذية اعتمدت عدة قرارات في مواجهة التطرف العنيف من قبيل قرار رقم 46/197 الصادر في الدورة 197 للمجلس التنفيذي في نونبر 2015 و الذي من خلاله تنخرط اليونسكو في تعزيز التعليم باعتباره وسيلة لدرء التطرف العنيف[28] ، و ما أعقبه من تأكيد ضمن القرارين قرار المجلس التنفيذي رقم 9/200 خلال الدورة 200 في نوبر [29]2016 و قرار المجلس التنفيذي رقم 7/202 خلال الدورة 202 في نوبر 2017[30].

مركز الوقاية من التطرف المؤدي إلى العنف بكندا عرف التطرف بكونه ” عملية يتبنى من خلالها مجموعة من  الأفراد  نظامًا من المعتقدات المتطرفة – بما في ذلك الرغبة في استخدام العنف أو تشجيعه أو تسهيله – من أجل انتصار أيديولوجية أو مشروع سياسي أو قضية كوسيلة للتحول الاجتماعي”[31]

الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سارت على نهج الأمم المتحدة ولم تقدم تعريفا واضحا للتطرف و لكنها قدمت الأسباب المؤدية للتطرف و بنياتها الحاضنة و التي أجملت في ثلاث محاور[32].

الأول يتجسد في المحددات البيئية من خلال ضعف الدول مع تقديمها لخدمات أمنية غير فعالة والمناطق سيئة الحكم أو غير الخاضعة للحكم بالإضافة إلى دعم عدد من الدول للجماعات المتطرفة العنيفة  و خدمة أجندات دينية إستباقية

آما الثاني مرتبط بعوامل جاذبة من قبيل وجود الجماعات المتطرفة العنيفة وجود مؤسسات أو أماكن راديكالية،استغلال الشبكات الاجتماعية وديناميكية المجموعات بتوفير الخدمات بالإضافة إلى انتشار الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة[33]

الشق الثالث و الأخير يتعلق بالأسباب الدافعة و الكامنة في المجال السوسيو اقتصادي( الإقصاء و التهميش الاجتماعيين، التمييز المجتمعي، الإحباط والحرمان نسبي ) و السياق السياسي (الحرمان من الحقوق السياسية والحريات المدنية، القمع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، الاحتلال الأجنبي، الأحادية السياسية و / أو النظام العسكري، الفساد المستشري والإفلات من العقاب بالنسبة للنخب المترابطة، الصراعات المحلية، الحكومات المزورة والمعارضة المفقودة أو المختلطة، الترهيب أو الإكراه من قبل الجماعات المتطرفة العنيفة، تصوير النظام الدولي غير عادل في الأساس ومعادى للمجتمعات والشعوب المسلمة) و المحدد الثقافي (محاصرة الإسلام و التهديدات الثقافية المتعددة)[34].

مركز  العمل و الوقاية من تطرف الأفراد الفرنسي  يعرفه بكونه فعل دعم أو تفكير في أعمال عنف تدعم إيديولوجية ، سواء كانت سياسية أو انفصالية أو دينية. بالإضافة إلى التطرف الديني ، هناك   اليمين المتطرف (Breivik في النرويج ، أو Golden Dawn في اليونان) ، وآخر يساري (كتائب حمراء في إيطاليا أو حركة مباشرة في فرنسا) ، بالإضافة إلى التطرف الانفصالي (ايتا  اسبانيا، الجيش الجمهوري الايرلندي …)[35].

وفقاً لدراسة أجرتها مجموعة إدارة الأمن البلجيكية للأبحاث ، فإن التطرف الذي يؤدي إلى العنف هو سلسلة متصلة تمر عبر ثلاث مراحل مفاتيح:

1. التشدد

في هذه الخطوة الأولى ، يكون السياق الاجتماعي ضروريًا للتمييز خصوصا “عدم الاهتمام” بالفرد والأقلية التي ينتمي إليها، وتهميشه اجتماعيا يمكن أن تؤدي إلى “الحرمان النسبي” للجماعة، مما يمكن أن تشكل سببا من أسباب التطرف. ومع ذلك ، من المهم أن نلاحظ أنه تم التعرف على عوامل أخرى للتطرف (كالقبضة العقلية والاضطرابات النفسية …)

.2. التطرف

هو “الرغبة في قبول استخدام العنف ، دون الدخول في ممارسة العنف”. في هذه المرحلة ، يقود ضغط المجموعة الأكثر اعتدالًا إلى تبني آراء أكثر تطرفًا ، من خلال تأكيدها عبر العديد من الحجج في هذا الاتجاه. إنها فن التلقين. فتأثير التهديد يعزز فقط هذه العملية، لأن تماسك المجموعة هو أقوى حيث يمكن أن يلتحم ضد عدو مشترك. العدو الذي سوف يتم إفقاده إنسانيته و سحب جميع الصفات البشرية مما يسهل استخدام العنف ضده.

 3. الإرهاب

هي مجموعة من “السلوكيات العنيفة الناتجة عن أيديولوجية مشتركة بين مجموعة واحدة محدودة على الأقل”. الإرهاب يحدث عندما لا تكون هناك إمكانية أخرى لتحقيق الهدف المنشود.

 

الفقرة الخامسة:  تعريفات للباحثين:

حسب charles e.allen [36] فالتطرف هو ” عملية  اعتقاد جدري عبر الرغبة في استخدام أو دعم أو تسهيل العنف كطريقة لتغيير المجتمع” و يذهب Farhad Khosrokhavar[37] إلى اعتباره ” يشير إلى مسار العملية التي يتبنى بها الفرد أو المجموعة شكلا من أشكال العنف و يرتبط مباشرة بأيديولوجية متطرفة ذات محتوى سياسي أو اجتماعي أو ديني يتحدى النظام السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي القائم.”، Pierre Conessa [38] من جانبه عرف التطرف بكونه ” شرعية فكرية وفلسفية ودينية للانتقال إلى العنف”.

 

الفرع الثاني: النظريات الاجتماعية المفسرة

استقطبت ظاهرة التطرف اهتماما غير مسبوق خصوصا مع توسع رقعة الأحداث الإرهابية التي شهدها العالم في زمن العولمة و تناسل التنظيمات المتطرفة، فأضحت تحتل مكانة مهمة على مستوى الإعلام و الدراسات و الأبحاث الأكاديمية[39]، مما جعل تفسير التطرف يتم عبر مقاربتين : جزئية و كلية.

الفقرة الأولى: المقاربة الجزئية

laird wilcox حدد قرابة إحدى و عشرين سمة من سمات المتطرف[40]، التي تساعدهم على الاشتغال بفكر جماعي و يعتمدون على الدعاية لتعزيز عملية الاستقطاب و تقوية همة المنتسبين:

1. اغتيال الشخصيات

2. ألقاب تنابزية .

3. التعميمات الغير مسؤولة

4. أدلة غير ملائمة

5. الدفاع عن معايير مزدوجة.

6. الاتجاه إلى شيطنة خصومهم.

7. مبدأ من ليس معي فهو ضدي.

8.فرض رقابة على المنتقدين و قمعهم.

9. التوجه إلى التعريف بأعدائهم.

10. المحاجة بالعنف.

11. استخدام الشعارات.

12. السمو الأخلاقي عن الآخرين.

13. يفكر في يوم الكارثة.

14. يفكر في فعل الأشياء السيئة خدمتا للقضية “الجيدة”.

15. التركيز على ردود الفعل العاطفية و الحد من التفكير.

16. اليقظة و شدة الحساسية و الشك.

17. الاستدلال بمعطيات فوق الطبيعة للمريدين و للأفعال.

18. مشاكل التسامح و الغموض وعدم اليقين.

19. الاتجاه نحو التفكير الجماعي

20. الميل الى شخصنة العداء.

21. النظام ليس جيد ما لم يفوزوا.

 

ronald wintrob،  صاحب نظرية التطرف العقلاني[41] عالج مسالة التطرف من وجهة نظر الاقتصاد السياسي[42]، فالتنظيمات المتطرفة عقلانية في اختياراتها للوسائل الأفضل لأنشطتها كما تكمن العقلانية في خطابات الزعماء التي تدعوا الأتباع إلى التضحية بالنفس و تحديد زمن التنفيذ و السكون مع استثمار الصورة التي تجعل الدول تظهر أمام شعوبها كأنها عاجزة عن مواجهة هده التنظيمات و دهب إلى أن الحركات المتطرفة على الرغم من اختلافاتها الأيديولوجية فإنها تشترك في سمات أساسية عديدة عبر استحضار نموذج تنظيم حماس و حركات أصولية يهودية ليبرز السمات المشتركة التالية:

معارضة فكرة الحل الوسط مع الطرف الخصم

الاعتقاد الراسخ في سلامة مواقف

تأييد استخدام العنف

الانتماء القومي المتعصب

عدم التسامح مع الجماعات المنشقة

النزعة القوية نحو شيطنة الخصوم.

 

ضمن كتابي the true believer و  the passionate state of mindتناول eric hoffer، سيكولوجية الفاعلين الدين ينخرطون في الحركات الجماهيرية المتطرفة[43]، وفق منظوره فالتنظيمات السياسية و الدينية تولد في منتسبيها الاستعداد للتضحية بالنفس[44] و قد ميز بين المتطرف السياسي و المتشدد الديني هدا الأخير يحس بالقوة و عدالة قضيته المرتبطة بالعاطفة  لا بالمنطق و الاستمرار فيها إلى النهاية[45] عكس المتطرف السياسي، وفق hoffer فأهداف التنظيمات المتطرفة هي تلقائية و لابد من تفكير جماعي في إحقاقها مع استحضاره لإمكانية انشقاق التنظيمات المتطرفة نتيجة سلسلة الانتصارات.

واحدة من النقاط المهمة التي يشرحها hoffer ، هي أن الفقر لا يجعل المرء متطرفا ، ولكن الإحباط و الشعور بأنه يستحق أفضل بكثير إذ ليس من الغريب أن يكون بعض من يشاركون في الإرهاب مجرمين صغار، بالنسبة إليه يسود الإحباط بين الأتباع الأوائل لجميع الحركات الجماهيرية ، التي ينضمون إليها عادة من تلقاء أنفسهم فواحدة من خصائصها الرئيسية: أنهم لا يشعرون بأنهم جزء من المجتمع لهدا نجد أن أولاد المهاجرين هم أول من ينضم إلى هده التنظيمات نظرا لفقدانهم هويتهم و علاقتهم بثقافة بلد المقر هشة[46].

مسالة الهوية هي التي دهب اليها arnou gruen، و اعتبر افتقارها مرتبط بهدم الذات الإنسانية لهيمنة الشعور بالكراهية مما يفضى إلى هيمنة مشاعر الثار من الحياة نفسها و شعور الفرد بأنه تحت الإكراه لإفقاده إنسانيته[47] ، لأجل هدا فهو ينظر إلى التطرف كمرض حينما يشعر الأفراد بالحيوية حينما يدمرون حياة الأخر[48]

 

الفقرة الثانية : المقاربة الكلية

يقترح david rapoport، نظرية موجات الأفكار الراديكالية لتفسير، و يعرف الموجة بثلاث خصائص[49]، كونها دورة من الأنشطة تتميز بالتمدد و التقلص وتشمل مجموعة من الأمم وتقودها طاقة رئيسية مشتركة تحدد خصائص الجماعات المشاركة.

rapoport  في دراسته للعنف السياسي والإرهاب حدد أربع موجات مجسدة في :

الموجة الفوضوية إذ بدأت الموجة الأولى من الإرهاب الحديث في أواخر القرن التاسع عشر مع الحركة الفوضوية في روسيا التي انتشرت في نهاية المطاف في جميع أنحاء أوروبا وإلى دول البلقان[50]، 

فالفوضويون يعتقدون بأن هجماتهم واستخدام الإرهاب أسرع وسيلة وأكثرها فعالية لتدمير الاتفاقيات و قمع التيارات المجتمعية، فحركة نودودنايا فوليا (“إرادة الشعب”) أول منظمة قومية متمردة معروفة ضمن الموجة الفوضوية التي استخدمت العنف الممنهج ضد مسؤولي الحكومة الروسية.

للعقيدة الفوضوية أربع نقاط رئيسية:

1) المجتمع الحديث يتضمن احتياطات هائلة من التناقض الكامن والعداء.

2) المجتمع يخنقهم ويوزعهم من خلال تصور محدد للاتفاقيات الأخلاقية لتوليد الذنب وتقديم قنوات لتسوية بعض المظالم والحصول على الموافقات الشخصية

3) يمكن تفسير الاتفاقيات تاريخياً ، وبالتالي الأفعال التي نعتبرها غير أخلاقية أطفالنا سيرحبون بها.

4) الإرهاب هو الطريقة الأسرع والأكثر فاعلية لتدمير الاتفاقيات وتقويض القواعد التي يعتبرونها مقدسة[51] .

اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند في عام 1914 ونهاية الحرب العالمية الأولى[52] بتوقيع اتفاقية فرساي في 1919 أعاد توجيه أولويات أوروبا السياسية مما عجل بتراجع موجة الحركة الفوضوية، أمام موجة مناهضة الاستعمار[53]، إذ استخدم المنتصرون في الحرب العالمية الأولى مبدأ تقرير المصير الوطني لتفكيك إمبراطوريات الدول المهزومة، ومعظمها في أوروبا، وإنشاء مستعمرات جديدة، وكانت الإستراتيجية الجديدة هي أولاً القضاء بشكل منهجي على عناصر الشرطة عيون وآذان الحكومة، واستعمال أسلوب العصابات (الضرب والركض) ضد القوات المحتلة، كما بذلت بعض المجموعات (مثل الإرجون والجيش الجمهوري الأيرلندي) جهودًا لإصدار تحذيرات للحد من الإصابات في صفوف المدنيين.

أنتجت حرب فيتنام الظروف النفسية الضرورية للموجة الثالثة أو “الموجة الجديدة من اليسار”[54]، إذ أثارت الحرب ازدواجية حول قيمة النظام القائم خاصة بين الشباب الغربي، في الموجة الثالثة ، غالباً ما ارتبط التطرف بالقومية، كما هو الحال في الأمة الباسكية و (ETA) ، والجيش السري للأرمن لتحرير أرمينيا (ASALA) ، وجبهة التحرير الوطني الكورسيكي (FNLC). و الجيش الجمهوري الايرلندي. يذكرنا النموذج بالموجة الأولى ، حيث ربط الفوضويون أحيانًا التطلعات بالقومية وموجة اليسار الجديد بدأت تنحسر خلال الثمانينيات مع نهاية الحرب الباردة.

العالم كان في خضم موجة دينية[55] رابعة منذ نهاية السبعينيات، تختلف هذه الموجة عن سابقاتها لأسباب عديدة ولأول مرة تستند المجموعات المشاركة في الحشد إلى المعتقدات الدينية بدلاً من الأهداف السياسية، اعتبر خلالها الإسلام[56] الدين الأكثر أهمية ويحظى باهتمام خاص و لكن مع ضرورة استحضار أن المجتمعات الدينية الأخرى أنتجت الإرهابيين أيضًا.

الموجة الرابعة أنتجت منظمة ذات هدف استقطاب فريد في تاريخ الإرهاب. أي القاعدة و جماعات الموجة الرابعة ، أكثر بكثير من نظرائهم في الموجة الثالثة ، قاموا بهجمات واسعة النطاق على المنشآت العسكرية والحكومية[57].

 يعطي نموذج Rapoport الموجات الثلاث الأولى دورة حياة تقارب 40 عامًا ، ولكن هذا وحده لا يقدم دليلاً كافياً على أن الموجة الدينية الحالية ستتبع نفس النمط[58].

 

حينما يتحول التطرف إلى عقيدة تصبح للأفراد قابلية للعنف و تبني أفعال إرهابية و هو ما وقع بمجموعة من دول العالم واختلفت حدتها وطرق تنفيذها بين أفعال جماعية وبين أسلوب الذئاب المنفردة والمجموعات الجهادية المصغرة، كما أن محصلاتها اختلفت بين الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقانونية و النفسية، مما حدا بالباحثين إلى ابتداع نظريات لتفكيك المفهوم/الظاهرة، مكنت الدول من تبني استراتجيات للحد من الفكر المتطرف سواء داخل الفضاء العمومي أو الافتراضي بل وحتى داخل الفضاء السجني، مع العمل على اعتماد المقاربة الناعمة من خلال الاستثمار في الناشئة وعبر إدماج المدانين السابقين ضمن ملفات الإرهاب بل وحتى العائدين من بؤر التوتر.

 

---

[1] جميل حمداوي، التطرف بين الواقع الاجتماعي و المناخ الفكري، مجلة شؤون عربية عدد171 سنة 2017 ص 202.

[2]  https://imctc.org كمال احمد عامر، التطرف و الإرهاب و مواجهته، منشور بموقع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب

[3]  ابن منظور: لسان العرب، الجزء التاسع، حرف الطاء، مادة طرف، دار صادر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 2003 وارد عند جميل حمداوي مرجع سابق الذكر.

[4] https://en.oxforddictionaries.com/definition/radical

http://english-learners.com/wp-content/uploads/The-Oxford-Thesaurus-An-A-Z-Dictionary-Of-Synonyms.pdf

[5] http://www.dictionary.com/browse/radical?s=t

[6] le robert micro, edition poche, nouvelle edition 1998, p 1096.

[7] http://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/radicaliser/65993

[8]  العياشي عنصر، العولمة و التطرف نحو استكشاف علاقة ملتبسة، مجلة سياسات عربية، عدد 21 يوليوز 2016، ص 11.

[9] اسماعيل سراج الدين، التحدي رؤية ثقافية لمجابهة التطرف و العنف، 2015، ص 91.

[10]  حميمنات سليم، الإسلام المغربي في الخطاب الأيديولوجي الرسمي : محاولة التحديد، مجلة وجهة نظر عدد 39 سنة 2009، ص 10.

[11]  جميل حمداوي، التطرف بين الواقع الاجتماعي و المناخ الفكري، مرجع سابق ص 205.

[12]  سورة النساء الآية 171.

[13]  سورة المائدة الآية 77.

[14]  وارد عند محمد علي إبراهيم الإرهاب و العنف و التطرف في ميزان الشرع ص7 موقع حملة السكينة

[15]  طارق محمد الطواري، التطرف والغلو الأسباب و المظاهر و العلاج، مداخلة بالمؤتمر الدولي الرابع جول الاعتدال ونبذ التطرف في الإسلام سنة 2005، ص 6.

[16]  رمي الجمار بالحصى الكبار

[17] https://vb.tafsir.net/tafsir29665/#.Wxl-u4DRDIU

[18] سورة البقرة الآية 15

[19]  سورة طه الآية 24

[20]  سورة الحاقة الآية 11

[21]  سورة النجم الآية 17

[22]  سورة الرحمان الآية 8

[23] صادرة عن الجمعية العامة خلال الدورة 70 بتاريخ 24دجنبر 2015 تحت رقم a/70/674

 [24]  نفس المرجع السابق الذكر  a/70/674

[25]  نفس المرجع السابق الذكر  a/70/674

[26] 19 يوليو 2016

[27] la prévention de l’extrémisme violent par l’éducation guide a l’intention des décideurs politique, 2017.

a teacher’s guide on the prévention of violent extrémisme, 2016

[28] http://unesdoc.unesco.org/images/0023/002351/235180e.pdf

[29] http://unesdoc.unesco.org/images/0024/002463/246369e.pdf

[30] http://unesdoc.unesco.org/images/0025/002598/259824e.pdf

[31] https://info-radical.org/fr/radicalisation/definition/

[32] https://pdf.usaid.gov/pdf_docs/PBAAA929.pdf

[33] https://pdf.usaid.gov/pdf_docs/PNADT977.pdf

[34] https://pdf.usaid.gov/pdf_docs/PNADT977.pdf   et   https://pdf.usaid.gov/pdf_docs/PBAAA929.pdf

[35] Centre d’action et de prévention contre la radicalisation des individus http://www.radicalisation.fr/

[36] https://www.investigativeproject.org/documents/testimony/270.pdf

[37] Farhad Khosrokhavar,  radicalisation, 1 édition 2014, éditeur la maison de l’homme, p7.

[38] Pierre CONESA, Conférence « Quelle politique de contre-radicalisation en France ? », publié le 18 mars 2015 par Classe Internationale,  inclue  Sébastien pietrasanta, la de radicalisation outil de lutte contre le terrorisme, rapport du projet de loi relatif a la lutte contre terrorisme, juin 2015   et aussi cite dans rapport fait pour la fondation d’aide aux victimes du terrorisme décembre 2014 sous titre ‘ quelle politique de contre-radicalisation en France? ‘ sur https://www.lopinion.fr/sites/nb.com/files/2014/12/rapport_favt_decembre_2014-12-14_def.pdf

[39]  العياشي عنصر، العولمة و التطرف نحو استكشاف علاقة ملتبسة، مرجع سابق، ص 7.

[40] www.lairwilox.com/news/hoaxeproject.html

[41] ronald wintrobe, rational extremism : the political economy of radicalism, cambridge university press, 2006.

[42] https://econ.ucalgary.ca/sites/econ.ucalgary.ca/files/Wintrobepaper.pdf

[43]  العياشي عنصر، العولمة و التطرف نحو استكشاف علاقة ملتبسة، مرجع سابق الذكر، ص 14.

[44] “Les vrais croyants sont prêts à tuer et à mourir pour leur cause, parce que son succès est plus important que leur vie ou celle des autres. Le vrai croyant est donc un fanatique”

[45] simon varaine, revolution vs reaction: privation relative et affinites ideologiques des mouvement radicaux en france de 1882 a 1980, memoire master en sciences de gouvernement comparees 2015-2016,sciences po grenoble, universite grenoble alpes, p151.

[46] https://www.lenouveleconomiste.fr/financial-times/que-faire-face-au-fanatisme-25809/

[47] zaid fahed, religious minorities and religious majorities facing extremism, international journal of liberal arts and social science vol 4 n 6 august 2016, p 37.

[48] https://www.newconversations.net/pdf/the_trouble_with_torture_jccs_july_2007.pdf

[49] erin walls B A,WAVES OF MODERN TERRORISM: EXAMINING THE PAST AND PREDICTING THE FUTURE, Thesis submitted to the Faculty of The School of Continuing StudiesGeorgetown University, 2017,p41

[50] erin walls B A,WAVES OF MODERN TERRORISM: EXAMINING THE PAST AND PREDICTING THE FUTURE, op cite ,p 20

[51] david rapoport c, the four waves of rebel terror and septembre 11, anthropoetics 8 n 1, 2002 , p 3.

[52]  david rapoport c, the four waves of rebel terror and septembre 11, opc cite , p 3.

[53] erin walls B A,WAVES OF MODERN TERRORISM: EXAMINING THE PAST AND PREDICTING THE FUTURE, op cite ,p 23

[54] erin walls B A,WAVES OF MODERN TERRORISM: EXAMINING THE PAST AND PREDICTING THE FUTURE, op cite ,p 26

[55] erin walls B A,WAVES OF MODERN TERRORISM: EXAMINING THE PAST AND PREDICTING THE FUTURE, op cite ,p28

[56] ثلاثة أحداث في العالم الإسلامي قدمت التحول السياسي الدرامي أو الشرط الضروري ، للموجة الجديدة وهي الثورة الإيرانية و المقاومة الإسلامية بأفغانستان و أخيرا الهجوم على الحرم المكي.

[57] david rapoport c, the four waves of rebel terror and septembre 11, opc cite , p 7

[58] erin walls B A,WAVES OF MODERN TERRORISM: EXAMINING THE PAST AND PREDICTING THE FUTURE, op cite ,p 29