نظمت “الهيئة الدولية للتحكيم والعلوم القانونية” بالتعاون مع “مركز المنارة للدارسات والأبحاث” ندوة علمية لتقديم قراءة في مؤلف: “الدليل العلمي والعملي للوسيط الأسري” للكاتب الأستاذ “حسن رقيق” المرشد والوسيط الأسري، وذلك مساء يوم السبت 12 دجنبر 2020، عبر تقنية المناظرة المرئية ببرنامج زووم ZOOM.
وقد تضمنت “هذه الندوة العلمية الرقمية” ثلاث جلسات، يمكن إبراز أهم ما ورد خلالها، فيما يلي:
“الجلسة الأولى” وهي الجلسة الافتتاحية، استهلت بكلمة تقديم من طرف منسق الندوة الإعلامي والمحكم المعتمد الأستاذ “قديري المكي”، كما تمت خلال الجلسة ذاتها، تلاوة آيات قرآنية من الذكر الحكيم، على لسان الوسيط الأسري والإمام “ميلود تاجري”، تلاه عرض شريط قصير تعريفي للأستاذ “حسن رقيق” وكذا بعض مؤلفاته.
ثم بعد ذلك، تم منح الكلمة للأستاذ “حسن رقيق” صاحب المؤلف محل القراءة “الدليل العلمي والعملي للوسيط الأسري” لبسط سياق إصدار مؤلفه، ارتباطا بالموضوع الذي يعالجه.
أما “الجلسة الثانية” وهي الجلسة العلمية، فقد تضمنت مداخلات مجموعة من الأستاذة المتخصصين، وذلك لتسليط الضوء على محاور المؤلف: “الدليل العلمي والعملي للوساطة الأسرية”، للكاتب “حسن رقيق”.وذلك على الشكل الآتي :
المحور الأول: “الإطار المفاهمي والمرجعي للوساطة”.
المحور الثاني: “دور الوساطة في استقرار الأسرة “.
المحور الثالث: “منطلقات ومعامل الوساطة الأسرية”.
المحور الرابع: “حركية الوساطة ومهارات التسيير “.
وبخصوص المداخلة الأولى، فقد كانت من تقديم الأستاذة “نجاة المغراوي” رئيسة الهيئة الدولية للتحكيم والعلوم القانونية، وذلك من خلال تسليط الضوء على المحور الأول من المؤلف والمعنون ب: “الإطار المفاهمي والمرجعي للوساطة”.
وفي البداية رحبت بالحضور، ثم انتقلت إلى الحديث عن الكتاب وذكرت بأنه مؤلف بالغ الأهمية ،حيث حرص الكاتب من خلاله على تبيان مظاهر و أهمية الوساطة.
ومشيرا إلى إحياء و اعتماد الوساطة لحل النزاع لما أثبتته من الاستقرار الأسري، وأن الكاتب رصد في المحور الأول مجموعة من التساؤلات ومن بينها (هل الوساطة إخبارية أم إجبارية). كما استطرد الكاتب في هذا المحور تعريف وخصائص ومميزات الوساطة وأهدافها.
وانتهت مداخلتها بالتنويه بهذا الكتاب، وأن الكاتب تميز عن غيره بتغطيته الشاملة لكل تفاصيل الأسرة.
أما المداخلة الثانية، التي كانت من تقديم الأستاذ “عبد الواحد الحسيني” الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق مكناس، تم من خلالها تسليط الضوء على المحور الثاني من المؤلف والمعنون ب: “دور الوساطة في استقرار الأسرة”. وفي مستهل مداخلته قدم الشكر لكل من الهيئة المنظمة وكذا الحضور.
ثم انتقل للحديث عن المؤلف “حسن رقيق” باعتباره مدافع ومناضل عن الحفاظ عن قدسية مؤسسة الأسرة باعتبارها النواة للمجتمع و الملجأ الأول للدولة لتحقيق الأمن.
كما أشار في مداخلته إلى أنه حبذا لو قدم الأستاذ “حسن رقيق” تعريف الأسرة لأن ما قدمه الفقهاء هو تعريف للزواج فقط.
وأضاف أن المؤلف أفلح في العديد من النقاط كما هو الشأن بالنسبة للحديث عن الأسرة باعتبارها النواة وأنه عرج على بعض النصوص القرآنية و السنة وكذا القانونية وانه بالإضافة إلى ذلك ركز على المرجعية الاجتماعية، وأن تعدد المرجعيات في الكتاب تعطي قيمة للنقاش العلمي وأشار أنها نقطة إيجابية وأيضا المسألة الثانية التي أفلح فيها المؤلف أنه أشار إلى الصلح.
من جهة أخرى، أشار الأستاذ في مداخلته إلى الأرقام الإحصائية واعتبرها ميزة لأنه عرج على مجموعة من النسب المتعلقة بالملفات المعروضة و المتعلقة بالزواج والطلاق و الصلح.
بالإضافة إلى تقديم رؤيته عن فشل مسطرة الصلح القضائي لعدة أسباب (كقلة فضاءات التي تسمح بالوساطة وانعدام التخصص…).
وفي الختام قال الأستاذ بأن الكتاب أعطانا نموذج للكاتب الملتزم لقضية اجتماعية.
أما المداخلة الثالثة، كانت من تقديم الأستاذ “سعيد جديرا” الأستاذ الجامعي الزائر بكلية الآداب ابنمسيك بالدار البيضاء، وذلك من خلال تسليط الضوء على المحور الثاني من المؤلف والمعنون ب: “منطلقات وومعامل الوساطة الأسرية”، حيث إستهل مداخلته هو أيضا بالترحيب بالجهة المنظمة، وكذا الحضور ثم إنتقل مباشرة لإلى الحديث عن المؤلف بأنه كتاب فريد من نوعه وأنه عمل متواصل ومتسلسل.
ومضيفا، أن لهذا الكتاب أهمية بالغة والدليل على ذلك هو نفاذ طبعته الأولى. وأن المؤلف لم يكتفي بالتنظير، بل ركز أيضا على الجانب التطبيقي فهو مفيد ومساعد للممارس أكثر، وأن له لغة سهلة وسلسة وهذا دليل على تمكنه بالعربية.
وأشار الأستاذ المتدخل بأن المحور الثالث من هذا الكتاب تحدث فيه الكاتب عن المؤهلات الفنية لمهني الوساطة ومن بين هذه الصفات ذكر المؤلف ضرورة أن يكون المهني على ذراية بالخلافات الزوجية والمقصود هنا ليس فقط النزاعات بين الأزواج.
وتحدث أيضا في هذا المحور على أصناف الشخصيات و يدعو أن تكون هذه المهمة في البلاد عبارة عن مهنة منظمة. وأن هذا المحور أيضا تحدث فيه المؤلف أيضا على أنماط الناس في التعامل مع النزاع، وفي الختام ذكر الأستاذ بأنه كتاب فريد من نوعه.
أما المداخلة الرابعة والأخيرة، كانت من تقديم الأستاذة “خديجة علاوي” الأستاذة الجامعية للقانون الخاص بكلية الحقوق الناظور، والتي من خلالها حاولت تسليط الضوء على المحو الرابع من مؤلف الدليل العملي والعملي للوسيط الأسري والمعنون ب: “حركية الوساطة ومهارة التسيير”، ففي البداية استهلت مداخلتها بتقديم الشكر للهيئة المنظمة وكذا لأساتذة و الطلبة الحاضرين.
ثم انتقلت إلى الحديث عن المؤلف حيث أشارت إلى عناوين المباحث الأربعة ثم ركزت بشكل خاص على المحور الرابع للكتاب.
وذكرت أن الوساطة الأسرية تختلف عن الوساطة الاتفاقية التي نظمها المشرع و أشارت إلى أن المشرع أحسن صنعا بعدم تنظيمه لإجراءات الوساطة وترك الأمر للوسيط.
كما أشارت إلى مراحل الوساطة التي تشكل اللبنة الأساسية لعمل الوسيط وكذلك المراحل التي أشار إليها الباحث في مؤلفه.
وفي ختام مداخلتها نوهت بالمؤلف وذكرت إلى أن الكاتب وضع دليلا ينهل منه الوسيط سواء كانت مبتدئ أو ممارسا وذلك بالاستعانة به في التعامل مع الأطراف.
أما الجلسة الثالثة، وهي جلسة المناقشة، فقد عرفت فتح المجال للحضور لطرح الإشكالات، وتقديم الإضافات.
وبعد ذلك تم اختتام أشغال هذه الندوة من خلال منح الكلمة للأستاذة للتعقيب عما تم طرحه.
وفي الأخير تم عرض تقرير ختامي لأشغال هذه الندوة من قبل “يوسف أبويعقوب” الطالب الباحث في القانون الخاص بكلية الحقوق تطوان.
وحيث تضمن هذا التقارير التوصيات التالية:
- تحديد طلبات الطالق شهريا لتفعيل مسطرة الوساطة
- اسناد مهمة الوساطة للعدول و المحامين و ذوي االختصا
- جعل الوساطة مهنة عوض مهمة
- اعتماد هذا الكتاب كدليل علمي و عملي في مجال الوساطة
- التشجيع على الدورات التكوينية إلعداد كفاءات في مجال الوساطة