أخي وصديقي الأستاذ محمد الحاج مسعود ،ستظل حاضرا في قلبونا وفي ذاكرتنا، وسنبقى ممتنين للحظات تقاسمنا وإياك فيها تلك النقاشات العميقة حول واقع الجامعة ،وواقع الدرس الحقوقي في كليات الحقوق.
لقد كانت لك، ولآرائك السديدة تأثير في التوجهات التي حكمت إنشاء المركز المغربي للدراسات والأبحاث في حقوق الإنسان والإعلام، الذي كنت أمينا على ماليته الزهيدة، والتي كنت حريصا دائما عليها تحث بشتى الطرق على نموها قصد استمرار المركز في إنجاز مشاريعه الفكرية.
كم نحن اليوم أيها الصديق العزيز في حاجة إلى نصائحك الحكيمة.
يمكن أن أدعي أن ملامح فكر الأستاذ الحاج مسعود ، يصعب حصرها في بعد واحد، فالرجل متعدد التخصصات هو من هو وبشهادة الجميع، جمع بين صفتين نادرا في أي أستاذ باحث، صفة الملقن الممتاز والباحث الكفء، ذو العدة المعرفية المتنوعة ،في حقل علم السياسة والقانون الدستوري ، و في القضاء الدستوري وحقوق الإنسان، كما في العلاقات الدولية التي تعتبر التخصص الذي نال فيها شهادة دبلوم الدراسات العليا، ودكتوراه الدولة، كل ذلك أهله فعلا ليكون مهاب الجانب، سواء من طرف زملائه الأساتذة، أو من طرف طلبته، الذين يعاملهم معاملة أبنائه.
بماذا عساني أرتيك أيها الراحل عنا، و في قلوبنا جميعا، مسكن أنت به، وستبقى به على طول المدى، ما قدر لنا أن نعيش في هذه الحياة.
فقدانك الفاجع والمفاجئ، رمانا في دهاليز الدهشة، وأضحت أكثر الكلمات حرارة صقيعة من هول الفاجعة التي أوقدت في أعماق قلوبنا أشجان الذكريات الجميلة، نلوذ بها لتعزية أنفسنا.
زملائك اليوم وطلبتك يحيون ذكرى غيابك عنا، وليس هناك ما يقدمونه في هذه الذكرى الأليمة أفضل من هذه الدراسات العلمية المهداة إلى روحك الطاهرة.
حرر بالرباط في:2023/12/24
الدكتور على كريمي
أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء
وبالمعهد العالي للاعلام والاتصال بالرباط عضو المجلس الوطني لحقوق الانسان
رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث في حقوق الانسان والاعلام