Site icon مجلة المنارة

مواقع التواصل الاجتماعي و الحراك السياسي في المغرب “دراسة ميدانية على عينة من النقابيين المغاربة”

مواقع التواصل الاجتماعي و الحراك السياسي في المغرب

“دراسة ميدانية على عينة من النقابيين المغاربة”

*رضوان قطبي

باحث في سلك الدكتوراه بجامعة محمد الخامس(الرباط)

كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي-الرباط-

-المغرب-

ملخص البحث:

هدفت الدراسة إلى التعرف على استخدامات النقابيين المغاربة لشبكات التواصل الاجتماعي، وعلاقتها بالمشاركة في الحراك السياسي والجماهيري الذي يشهده المغرب منذ 2011م. وقد استعان الباحث بالمنهج الوصفي، واعتمد على تقنية استمارة الاستبيان كأداة لجمع البيانات والمعلومات الخاصة بالدراسة، وتم اختيار العينة بأسلوب العينة العشوائية غير المنتظمة، كما تكونت عينة الدراسة من 300مفردة. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، تمثل أهمها: في أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت نسبيا في تحفيز النقابيين على  المشاركة في الحراك السياسي والجماهيري الذي يعرفه المغرب منذ سريان مفعول دستور يوليوز2011م.

الكلمات المفتاحية: مواقع التواصل الاجتماعي- الحراك السياسي- النقابيون المغاربة.

 

Réseaux sociaux et  mobilisation politique

“Une étude de terrain sur un échantillon des syndicalistes marocains”

Résumé :

Tout d’abord, Cette étude visait à étudier le rôle des réseaux sociaux, afin de stimuler les citoyens marocains à participer à la mobilisation politique et populaire. Puis, le chercheur a utilisé l’approche descriptive, et la technique du questionnaire comme un outil pour recueillir des données et des informations. En outre, il a choisi un échantillon aléatoire composé de 300 personnes. Pour finir, les résultats ont montré que les réseaux sociaux sont relativement contribués à la stimulation des syndicalistes marocains  à participer à la mobilisation politique et populaire.

Mots-clés : Réseaux sociaux-mobilisation politique-syndicalistes marocains.

 

 

 Social networks and political mobilization

“A field study on a sample of Moroccan unionists”

 

Abstract:

       This study aimed to investigate the role of social networking, to stimulate the Moroccans citizens to participate in the activities of mass movement.The researcher used the descriptive approach and relied on the questionnaire as an instrument for data collection. The sample of the study, made up of 400 elements, was randomly chosen. Finally, the results showed that social networks are relatively contributed to the stimulation of Moroccan unionists to participate in political and popular mobilization.

Keywords: Social Networks – Moroccan trade unionists – political mobilization

-المقدمـــــــة:

تزداد أهمية الإنترنت على المستوى الوطني و الدولي يوما بعد يوم مع تنوع استعمالاتها، وازدياد عدد المستخدمين لها، ولا تنحصر أهمية الانترنت في مجال تبادل المعلومات فقط، بل هي تؤدي اليوم أدواراً سياسية واجتماعية واقتصادية وعلمية وثقافية وترفيهية.

وقد ساهمت التطورات المتلاحقة في شبكة الإنترنت في إيجاد شكل جديد من الإعلام، تعددت تصنيفاته ومسمياته لدى المهتمين والمختصين الإعلاميين، الذي أطلقوا عليه الإعلام الجديد، والإعلام البديل، الذي يشمل الشبكات الاجتماعية الافتراضية، والمدونات، والمنتديات الإلكترونية والمجموعات البريدية، وغيرها من الأشكال والأنواع المتعددة.

فقد أصبحت وسائل الإعلام الرقمية والاتصالات عبر الإنترنيت أكثر انتشارا خاصة في حياة الشباب، فهم يتواصلون ويشاركون بالنص مع أصدقائهم من خلال هواتفهم الخلوية، والإنترنيت، ومواقع الشبكات الاجتماعية، ومواقع تبادل ملفات الفيديو.. وصارت هذه التكنولوجيا جزءا من حياة المراهقين والشباب في أقل من عقد من الزمن، ويبدو أن شباب اليوم في عصر يبحثون فيه عن الذات ويناضلون من أجل الاستقلال كما فعل أسلافهم ولكنهم يفعلون ذلك في ظل سياقات الاتصالات والصداقات واللعب والتعبير عن الذات[1]. وتعد مواقع التواصل الاجتماعي من الوسائل الاتصالية الحديثة التي يتواصل من خلالها الملايين من مستخدمي شبكة الأنترنيت لا تفصل بينهم أية عوامل مثل السن أو النوع أو المهنة أو الجنسية، فهؤلاء تجمعهم ميول واهتمامات مشتركة، وهو ما يجعل الشباب أكثر تعرضا لهذه المواقع نظرا لإقبالهم المتزايد على استخدام التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في هذه الشبكات أكثر من أي فئة أخرى، وذلك بسبب بعض العوامل النفسية والاجتماعية المتمثلة في رغبة الشباب في إقامة علاقات وصداقات مع الآخرين في مختلف دول العالم[2].

والحقيقة، أن الشبكات الاجتماعية تمثل اليوم أهم ثورة إلكترونية عرفتها البشرية في مجال التواصل الاجتماعي والتفاعل الدائم بين أعضاء البنى الاجتماعية، ليكونوا بناءًا إلكترونيا تفاعليا يحقق لهم أسرع الطرق للتواصل وأبسطها لتلبية حاجاتهم ورغباتهم التي تتراوح بين الحاجة إلى المعرفة والوصول إلى المعلومة الجديدة، الاتصال، الانتماء، الترفيه… إلخ، ويبدو أن من أشهر الشبكات الاجتماعية وأكثرها جماهيرية، هناك الفايسبوك والتويتر، حتى وصل الأمر لاستخدامها كوسيلة سياسية تسهم في  الحراك السياسي والاجتماعي لدول العالم[3].

1-أهمية الدراسة :

و أهمية هذه الدراسة تكمن في ندرة الأبحاث والدراسات الأكاديمية التي تناولت الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي، في حفز المواطنين على المشاركة في فعاليات الحراك السياسي و الجماهيري، وتزداد أهمية هذه الدراسة لكونها تعكس آراء شريحة اجتماعية ممثلة بالنقابيين المغاربة، والذين يأتون في مقدمة الشرائح والاتجاهات والتيارات التي تتصدى للقضايا الوطنية، لا سيما القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية. كما أن هذه الدراسة من شأنها أن توفر رؤية علمية موضوعية، للوقوف على دور هذه المواقع في الحراك السياسي والجماهيري المغربي، وذلك من خلال توفيرها للنتائج العلمية المتعلقة بهذا الجانب.

2-أهداف الدراسة :

تسعى هذه الدراسة إلى التعرف على طبيعة الدور الذي تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي، في  حفز المواطنين المغاربة على المشاركة في الحراك السياسي الذي يعرفه المغرب منذ دستور يوليوز2011، كهدف رئيس لهذه الدراسة، وذلك من خلال النقابيين المغاربة في مدينة فاس، كما تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف الفرعية التالية :

1-      التعرف على مدى مشاركة النقابيين المغاربة واستخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي من عدمها.

2-      التعرف على أسباب ودوافع استخدام النقابيين لمواقع التواصل الاجتماعي.

3-      التعرف على مدى مشاركة النقابيين فيما يتعلق بالحراك السياسي والجماهيري، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

4-      التعرف على موضوعات الحراك السياسي والجماهيري، التي يشارك بها النقابيون، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

5-      التعرف على الطرق التي يساهم بها النقابيون في موضوعات الحراك السياسي والجماهيري من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

3-مشكلة الدراسة :

لقد وفر ظهور الفيسبوك فتحاً ثوريا نقل الإعلام إلى آفاق غير مسبوقة، وأعطى مستخدميه فرصاً كبرى للتأثير والانتقال عبر الحدود بلا قيود أو رقابة إلا بشكل نسبي محدود. إذ أوجد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي قنوات للبث المباشر من جمهورها، في تطور يغير من جوهر النظريات الاتصالية المعروفة، ويوقف احتكار صناعة الرسالة الإعلامية لينقلها إلى مدى أوسع وأكثر شمولية، وبقدرة تأثيرية وتفاعلية لم يتصورها خبراء الاتصال… وأبرز حراك الشباب العربي الذي تمثل بالثورات التي شهدتها بعض الدول العربية قدرة هذا النوع من الإعلام على التأثير في تغيير ملامح المجتمعات، وإعطاء قيمة مضافة في الحياة السياسية، وإنذار لمنافسة الإعلام التقليدي[4]. وفي هذا السياق، يفتح إطار الإعلام المنتشر اليوم فرصا جديدة وعديدة للمشاركة المدنية الفاعلة والفعالة على نطاق أوسع، ويعيد تطور الحركات الاجتماعية عبر الشبكة التي يتمحور تنظيمها حول الأدوات الرقمية ومنصات الإعلام الاجتماعي صياغة المشاركة المدنية ليس فقط في حالة الثورات المدنية والسياسية واسعة النطاق فحسب، بل أيضا على صعيد المشاركة اليومية في المسائل الشخصية والعامة أيضا[5] .

وإذا كان ثمة من فضل أولي يذكر لهذه الشبكات، فيبدو أنه كامن بالأساس في قدرتها الهائلة على ضمان مبدأ ديمقراطية الوصول والنفاذ إلى المعلومات، ثم في قدرتها على تجاوز احتكار المعلومة من لدن الدولة، والمعرفة من لدن النخب “العالمة”، ثم في خاصية المرونة التي تمنحها الطبيعة العلائقية الأفقية لبنيتها التنظيمية، ثم في فسحها للمجال واسعاً أمام الجماهير للإسهام في مناقشة قضايا الشأن العام، إعمالاً لمبدأ أن من يملك المعلومة يملك السلطة، أو جزءًا معتبرًا منها على الأقل. وإذا كان الجيل الأول من هذه الشبكات قد سهل عملية الوصول إلى المعلومات والأخبار، وأتاح للأفراد إمكانيات إنتاج المضامين وبأشكال تعبيرية مختلفة (منتديات حوار، صفحات خاصة، غرف دردشة، مدونات وغيرها)، فإن الجيل الثاني من هذه الشبكات (جيل الفيسبوك وتويتر واليوتيوب تحديدًا) قد أتاح منابر واسعة للنقاش والحوار وتبادل الآراء والأفكار، وحشد الجماهير لمناصرة قضية من القضايا، أو لتكوين رأي عام حول القائم منها، أو لإثارة إشكاليات مجتمعاتية لم تكن وسائل الإعلام والاتصال التقليدية تعيرها الاهتمام الكافي، أو تتبرم منها، أو تمارس الرقابة على من يثيرها ويطرحها للعلن [6].

وهكذا، قام نشطاء الفيسبوك المغاربة بمجموعة من الفعاليات النضالية أبرزها: الحملة الوطنية للمطالبة بإلغاء مهرجان موازين، التنسيقية الوطنية للمطالبة بفتح دور القرآن، شباب مغربي ضد الفساد والاستبداد، مجموعة مقاطعة المنتجات الصهيونية ومناهضة التطبيع، صفحة القانون الجنائي لن يمر، صفحة لا للمدونة الرقمية، وكذلك صفحة لا للعفو على مغتصب الأطفال؛ فقد نجح نشطاء الفيسبوك على الشبكة وبالاحتجاجات الضخمة بالرباط والدار البيضاء في دفع الملك إلى التراجع عن قرار العفو، بالتزامن مع إعفائه لمندوب إدارة السجون وفتح تحقيق حول تعنيف المتظاهرين المعتصمين بالشوارع لهذه الغاية.

كل هذه المواقع والصفحات إنما تبين اللجوء المتزايد ل “الناشطين الافتراضيين” للشبكات الاجتماعية، إما للتنديد بسلوك مشين، أو الاعتراض على قرار غير سليم، أو التشهير بسياسات بحاجة إلى تقويم[7].

واستناداً إلى ما سبق، فإن مشكلة هذه الدراسة تتحدد في التعرف على طبيعة الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي، في حفز المواطنين المغاربة والنقابيين منهم على وجه الخصوص، للمشاركة في فعاليات الحراك الجماهيري والسياسي الذي يعرفه المغرب منذ دستور يوليوز2011م.

4-أسئلة الدراسة :

تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:

1- ما أسباب ودوافع استخدام النقابيين المغاربة لمواقع التواصل الاجتماعي؟

2- ما أشكال تواصل النقابيين مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

3- ما مدى مشاركة النقابيين في الحراك الجماهيري والسياسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

4-ما الأساليب التي يستخدمها النقابيون في المشاركة بموضوعات الحراك السياسي و الجماهيري عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

5- ما موضوعات الحراك السياسي والجماهيري، التي يشارك بها النقابيون، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ؟

6-     ماهي الطرق التي يساهم بها النقابيون في موضوعات الحراك السياسي والجماهيري من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟

7-ما الدور الذي قامت به مواقع التواصل الاجتماعي في الحراك الجماهيري والسياسي بالمغرب بشكل عام من وجهة نظر النقابيين؟

5-فرضية الدراسة:

لقد أحدثت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية تطوراً كبيراً ليس فقط في تاريخ الإعلام، وإنما في حياة الأفراد على المستوى الشخصي والاجتماعي والسياسي. وجاءت لتشكل عالماً افتراضياً يفتح المجال على مصراعيه للأفراد والتجمعات والتنظيمات بمختلف أنواعها، لإبداء آرائهم ومواقفهم في القضايا والموضوعات التي تهمهم بحرية غير مسبوقــة[8]، واستطاعت هذه المواقع أن تمد المواطنين بقنوات جديدة للمشاركة في الأنشطة السياسية، الأمر الذي يجعل من السياسة شأناً عاماً يمارسه معظم أفراد الشعب دون أن يكون مقتصراً على فئات دون أخرى، وذلك لأن هذه المواقع تشجع الأفراد غير الناشطين أو الفاعلين سياسياً على المشاركة في الفعاليات السياسية، وبالتالي التأثير على منظومة صنع القرار.  كما أن المعطيات الرسمية تشير إلى أن المواطنين المغاربة يستعملون شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير في حياتهم اليومية ، وفي هذا الإطار نفترض أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي –خاصة الفيسبوك- للأغراض السياسية في تزايد مستمر، وأن هذه الشبكات ساهمت في حفز المواطنين المغاربة والنقابيين منهم على وجه الخصوص، على لمشاركة في فعاليات الحراك الجماهيري والسياسي الذي يعرفه المغرب منذ دستور يوليوز2011م.

6-الدراســات الســابقة:

     1-دراسة عبد الرحمن امسيدر، فتح الله الدغمي وفريد التومي(2012)٬ وعنوانها ” الحراك الاجتماعي في زمن شبكات التواصل الاجتماعي: المغرب نموذجا “. وهدفت الدراسة إلى معرفة دور شبكات التواصل الاجتماعي في الحراك السياسي والاجتماعي بالمغرب سنة2011م، وحاولت الإجابة عن السؤالين التاليين: هل تشكل شبكات التواصل الاجتماعي عاملا  موجها في دينامية الحراك السياسي والاجتماعي؟ وهل يمكن الحديث عن حراك  سياسي إلكتروني؟. وقد وظفت الدراسة المنهج الوصفي٬ وأداة الاستمارة، أما العينة فقد تكونت في المرحلة الأولى من 127 طالب وطالبة ينتمون لجامعة ابن زهر٬ وقد أجري البحث الميداني بخصوص هذه العينة نهاية شهر ماي2012 تزامنا مع  ديناميكية حركة  20فبراير. وفي المرحلة الثانية ضمت عينة البحث 500 مفردة تنتمي للمجال الحضري بمدينة أكادير٬ و قد أجري البحث في شهر يناير2012م. وخلصت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها:                                       -أن غالبية مستخدمي الأنترنت ضلوا متابعين فقط للتعبئة السياسية التي مثلتها حركة 20 فبراير ولم يكونوا جزءا منها.                                                                                      -أن غالبية المبحوثين يتعاملون مع شبكات التواصل الاجتماعي كأدوات للترفيه والتعارف وبناء الصداقات.

-أن مساهمة  شبكات التواصل الاجتماعي في التعبئة السياسية والاجتماعية بالمغرب تبقى محدودة ومتواضعة[9].                                                                                    

2-دراسة يحيى اليحياوي(2015) بعنوان” الشبكات الاجتماعية والمجال العام بالمغرب: مظاهر التَّحكُّم والدَّمَقْرَطَة “، وهدفت هذه الدراسة إلى مساءلة وظيفة ودور شبكات التواصل الاجتماعي بالمغرب وأثرها على حركيَّة المجال العام في ضوء تجربة 20 فبراير/شباط 2011. وخلصت الدراسة إلى جملة من النتائج أبرزها :

– أن الشبكات الاجتماعية قد أسهمت حقًّا وحقيقة في تأسيس مفاصل المجال العام بالمغرب، ليس فقط بخصوص فضاء النقاش والحوار الذي فتحته أمام الجمهور، ولكن أيضًا كونها فسحت لهذا الأخير سبل الإسهام غير المباشر في اتخاذ القرار، ولعل تجربة 20 فبراير/شباط وما تلاها، خير نموذج على ذلك.

– أن شبكات التواصل الاجتماعي بالمغرب لم تُسهم فقط في إعادة تشكيل المجال العام كما عهدناه من قبل، بل أسهمت أيضًا في توسيع نطاقه، وتمديد فضاء فعله وتفاعله. ومن ثم، فالمجال العام الواقعي لم يعد محصورًا في الأطر الجغرافية أو السياسية أو الثقافية التي كانت ترسم حدوده، بل بات له رافد معتبر (إضافي يقول البعض) على الشبكات، يطول من خلاله جمهورًا ذا هوية افتراضية خالصة، وليس لبعض منه  أدنى فكرة عما هو المجال العام المادي.

– ليس من الدقة كثيرًا الادعاء بأن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيط كباقي الوسائط (لاسيما التقليدية منها)؛ إنه كذلك في جزء منه، لكنه أيضًا فاعل مركزي وأساس، إذا لم يكن على مستوى الفعل المباشر، فعلى الأقل باعتباره بيئة تُسهِّل التفاعل من خلال تعبئة الرأي العام .

– صحيح أن دور هذه الشبكات أساسيٌّ ومحوريٌّ في إعادة بناء رأي عام، مرتكز وقائم على توافر مجال عام، لكن ذلك لا يكفي في حدِّ ذاته، إذا لم يتم خلق جسور تصريف القرارات والمداولات بين هذا المجال الافتراضي والمجال العام على أرض الواقع[10].

3-   دراسة محمود عبد القوي(2009)٬ وعنوانها “دور الإعلام البديل في تفعيل المشاركة السياسية لدى الشباب: دراسة تطبيقية على الشبكات الاجتماعية”. هدفت هذه الدراسة إلى التعرف٬ على دوافع استخدام الشباب للشبكات الاجتماعية الافتراضية٬ و دور هذه الشبكات في تنمية الوعي السياسي لدى الشباب وتشكيل اتجاهاتهم نحو المشاركة السياسية٬ باستخدام المنهجين الوصفي والمقارن٬ على عينة من الشباب قوامها (370) مفردة من طلاب جامعة المنيا وعلى موقع الفيس بوك.  وأوضحت الدراسة أن نسبة الذين يستخدمون شبكة “الفيس بوك” لأغراض سياسية بلغت7.50% ٬ ولم تكن هناك أية فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث، وأظهرت أيضا أن تعددية الآراء ومناقشة القضايا السياسية كانت على درجة كبيرة من الحرية  على الفيس بوك، وأن إتاحة الفرصة للتعليق وإبداء الرأي في القضايا المثارة٬ ساعد على جذب انتباه الشباب نحو المضامين السياسية المثارة على الفيس بوك  دون تمييز بين الذكور والإناث. وفي الأخير توصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية بين استخدام الشباب للفيسبوك لأغراض سياسية واتجاه الشباب نحو المشاركة السياسية٬ ويتضح من ذلك أهمية الدور الذي يقوم به موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك في تشكيل اتجاه الشباب نحو المشاركة السياسية[11].

4 دراسة سحر خميس وجولد وكاترن فون(2012)٬ بعنوان ” ما وراء ثورة الفيس بوك في مصر وانتفاضة يوتيوب : مقارنة السياق السياسي واستراتيجيات الاتصال”. استخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي. وهدفت إلى وصف كيفية استخدام النشطاء السياسيين لأشكال الاتصال الجديدة خاصة الرقمية٬ ووسائل التواصل الاجتماعي مثل: تويتر وفي سبوك ومواقع تبادل الفيديو كأدوات لتسليط الضوء على انتهاكات النظم السياسية ضد مواطنيها. وتشجيع صحافة المواطن وتشكيل الرأي العام وتنظيم وتعبئة المواطنين٬ كما اهتمت الدراسة بالكيفية التي تم بها التكامل بين النشطاء الإلكترونيين والنشطاء على أرض الواقع. وخلصت الدراسة إلى مجموعة من الخلاصات على النحو التالي: حيث تشير النتائج في هذه الدراسة إلى أن التكنولوجيا لا تسبب التغيير السياسي٬ ولكنها تقدم وتوفر قدرات جديدة. بعبارة أخرى٬ فإن الجهات النشيطة والفاعلة على المستوى السياسي  هي التي تسبب التغيير السياسي الحقيقي حيث كانت إرادة الشعوب العربية وتصميمها على تحقق التغيير في بلادها الدافع القوي والرئيس وراء الثورات العربية. وتعززت هذه الإرادة بواسطة انتشار وسائل الإعلام والتي كانت بمثابة الحافز لعملية التعبئة والحشد للعمل السياسي على أرض الواقع[12] .                                                                                                                   

5-دراسة جوزيف غراف (2006)٬ وعنوانها ” الجمهور على المدونات السياسية  “. سعت الدراسة للبحث في سمات وخصائص زائري المدونات من خلال دراسة ميدانية على عينة عشوائية من متصفحي الإنترنت  بالاعتماد على المنهج الوصفي وتقنية الاستمارة. وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها :على الرغم من إطلاع نسبة عالية من مستخدمي الشبكة الدولية على المدونات ، غير أن نسبة ضئيلة ( 9% ممن شملهم المسح ) هم من يطلعون بصورة يومية أو شبه يومية ،وقد حدد هؤلاء الأشخاص الذين يرتادون المدونات يوميًا أسباب اطلاعهم عليها باعتبارها مصدرًا للمعلومات ووسيلة إعلام بديلة لوسائل الإعلام التي عبروا عن ازدرائهم لها، كما أنهم اعتبروا المدونات مصدرًا للمعلومات، ثم أداة للتغيير السياسي ، ثم وسيلة للتسلية إنهم يطلعون على المدونات الأكثر شهرة ، حيث تركزت تفصيلاتهم في عدد قليل من المدونات إنهم يعتبرون أنفسهم جزءً من الطيف السياسي٬ ويميلون لاتخاذ مواقف إزاء القضايا الاجتماعية إنهم يندمجون بقوة في السياسة ويميلون للاستجابة لدعوات المدونين للمشاركة السياسية ، إذ يتبادلون الأخبار السياسية ، ويوقعون على العرائض ، ويراسلون السياسيين[13].

7-تعليق الباحث على الدراسات  السابقة:

لقد انحصر اهتمام الدراسات السابقة- وبخاصة العربية منها- على دراسة شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في إمداد الشباب بالمعلومات السياسية، والمشاركات الاجتماعية، والمشاركة في الاحتجاجات والثورات، في حين لم تتطرق أية دراسة سابقة في المغرب- في حدود علم الباحث- إلى دور شبكات التواصل الاجتماعي في الحراك السياسي والجماهيري لدى النقابيين. كما ساعدت الدراسات السابقة الباحث على صياغة المشكلة البحثية، وتحديد الأداة البحثية المناسبة وكيفية بنائها؛ بما يحقق أهداف الدراسة، ويجيب على تساؤلاتها، وأيضًا في وضع استمارة الاستبيان، بالإضافة إلى الوقوف على النقاط التي لم تتناولها الدراسات السابقة، حتى تتمكن الدراسة من تقديم قيمة علمية مضافة للوسط الأكاديمي والعلمي.

8-مفاهيم الدراسة :

*مواقع التواصل الاجتماعي: شبكات اجتماعية تفاعلية تتيح التواصل لمستخدميها في أي وقت، ومن أي مكان، وقد ظهرت على شبكة الإنترنت منذ سنوات قليلة وغيرت في مفهوم التواصل والتقارب بين الشعوب، واكتسبت اسمها الاجتماعي من كونها تفرز العلاقات بين أبناء المجتمع الإنساني، وتعدت في الآونة الأخيرة وظيفتها الاجتماعية لتصبح وسيلة من وسائل النضال السياسي السلمي والحضاري، وأصبحت بمثابة سلاح قادر على المساهمة في التغيير السياسي ونشر قيم الديمقراطية وترسيخ فلسفة حقوق الإنسان، وأبرز تلك المواقع الاجتماعية: (الفيس بوك، تويتر، يوتيوب).

*الحراك السياسي: ويقصد به جميع الفعاليات النضالية التي نظمها المواطنون المغاربة منذ بدأ العمل بدستور يوليوز (2011)، والتي تشتمل على المسيرات الاحتجاجية والتضامنية والوقفات الاحتجاجية وإصدار البيانات التضامنية والتنديدية والتعليق على القضايا والأحداث السياسية الوطنية والإقليمية والدولية .

*النقابيون المغاربة: ويقصد بهم الأعضاء النشطون في النقابات المهنية المغربية.

-Iالإطار النظري للدراسة:

تستند الدراسة على الأطر النظرية التالية :

1- نظرية الاستخدامات والإشباعات:

وتعد هذه النظرية نقطة تحول مهمة في تاريخ الإعلام عموما والإعلام السياسي خصوصا، حيث تحول التساؤل الرئيس من: ماذا تفعل وسائل الإعلام بالجمهور؟ إلى: ماذا يفعل الجمهور بوسائل الإعلام؟ ويقوم هذا المدخل على مقولة رئيسة، هي: إن الجمهور يختار وسيلة إعلامية معينة، أو رسائل إعلامية معينة لإشباع حاجة معينة لديه[14]. ويعد ذلك تحولاً عن الآراء التي سبقتها بشأن الدور الذي يقوم به الجمهور في عملية الاتصال، حيث كان الاعتقاد السائد هو أن الجمهور ليس سوى متلق سلبي للرسائل التي تبثها أو تنشرها وسائل الإعلام.

 

-ماهية الاستخدامات والإشباعات:

يعرف مدخل الاستخدامات والإشباعات بأنه مدخل يوضح و يفسر الدور الحقيقي للجمهور في العملية الاتصالية، وذلك من خلال النظرة إليه على أنه جمهور نشط، ويتمثل نشاطه قبل وبعد وأثناء التعرض؛ حيث يختار الجمهور- قبل التعرض– المحتوى الذى يفي بحاجاته، ويحقق له إشباعات معينة، وأثناء التعرض فإن الجمهور يهتم برسائل معينة ويدركها، ويميز بين ما هو مهم وما هو أقل أهمية، وبعد التعرض فإن الجمهور ينتقي استرجاع المعلومات التي تعرض له, وبمعنى آخر فإن الجمهور له غاية محددة من تعرضه لوسائل الإعلام، ويسعى إلى تحقيق هذه الغاية من خلال التعرض الاختياري الذى تمليه عليه حاجاته ورغباته[15].

-عناصر نظرية الاستخدامات والإشباعات:

أولًا: دوافع نفعية: وهى تستهدف التعرف إلى الذات، واكتساب المعارف والمعلومات والخبرات، وجميع أشكال التعلم بوجه عام، وتعكسها نشرات الأخبار والبرامج التعليمية والثقافية.

ثانيًا: دوافع طقوسية:وهى تستهدف إضاعة الوقت، والاسترخاء، والصداقة، والألفة مع الوسيلة، والهروب من المشكلات، وتنعكس هذه الفئة في البرامج الترفيهية، مثل المسلسلات، والأفلام، والمنوعات، وبرامج الترفيه المختلفة[16].

*إشباعات وسائل الإعلام، وتنقسم إلى:

 أولاً: إشباعات المحتوى، وتحتوي على نوعين من الإشباعات:

أ: إشباعات توجيهية: وتتمثل في الحصول على معلومات، وتأكيد الذات ومراقبة البيئة، وهى إشباعات ترتبط بكثرة التعرض والاهتمام بالوسائل والاعتماد علىها.

ب: إشباعات اجتماعية: ويقصد بها ربط المعلومات التي يحصل علىها الفرد بشبكة علاقاته الاجتماعية؛ حيث يستخدم أفراد الجمهور وسائل الإعلام لتحقيق نوع من الاتصال بينهم وبين أصدقائهم وأسرهم، من خلال تحقيق إشباعات مثل إيجاد موضوعات للحديث مع الآخرىن، والقدرة على إدارة النقاش والتمكن المعرفي، والقدرة على فهم الواقع، والتعامل مع المشكلات.

ثانيا: إشباعات عملية الاتصال : وتنقسم هي الأخرى إلى نوعين:

أ: إشباعات شبه توجيهية : وتتحقق من خلال تخفيف الإحساس بالتوتر والدفاع عن الذات، وتنعكس في مواضيع التسلية والترفيه والإثارة.

ب: إشباعات شبه اجتماعية : وتتحقق من خلال التوحد مع شخصيات وسائل الإعلام، وتزداد هذه الإشباعات مع ضعف علاقات الفرد الاجتماعية، وزيادة إحساسه بالعزلة، مثل تحرير الخيال، واستثارة العواطف، والتخلص من الشعور بالملل والضيق، والتخلص من الشعور بالوحدة والعزلة، والتوحد أو الاندماج مع الشخصيات.

2-الأنترنيت وآفاق المشاركة السياسية :

تعرف المشاركة السياسية، حسب علماء السياسة،  بكونها كل الأنشطة الإدارية التي يقوم بها المواطن بهدف التأثير في القرارات والسياسات التي يتخذها المسؤولون، وتشمل هذه الأنشطة التصويت ومتابعة الأمور السياسية والدخول مع الغير في مناقشات سياسية وحضور ندوات ومؤتمرات عامة أو المشاركة في الحملة الانتخابية بالمال والدعاية، والانضمام على جماعات المصالح والانخراط في عضوية الأحزاب والاتصال بالمسؤولية والترشيح للمناصب العامة وتقلد المناصب السياسية كما تتضمن أساليب التظاهر والإضراب والاحتجاج[17]. غير أن هذه المشاركة لم تعد مقتصرة على الأساليب التقليدية فقط، “فقد أثار ظهور الانترنيت على الساحة السياسية تحولات عميقة على مستوى المفاهيم التقليدية المؤسسة للسياسة فكرا وفعلا، كالسيادة الشعبية، و الديمقراطية المباشرة،و المساواة والمواطن الكوني والتصويت الإلكتروني والتفاعلية[18]“، والنضال والاحتجاج والتظاهر.

 

 

 

فالأنترنت أصبح أحد المصادر المهمة لدى الشباب للحصول على المعلومات السياسية. فقد انتشرت المواقع الالكترونية التي تقدم المعلومات السياسية على الانترنت، وسعت الحكومات والأحزاب ومؤسسات المجتمع ومراكز الأبحاث بل والافراد لإنشاء مواقع الكترونية تقدم المعلومات لمستخدمي الأنترنت، كما سعت وسائل الإعلام التقليدية إلى تقديم خدماتها الإخبارية على شبكة الانترنت[19].

ويستخدم الأنترنت أيضا كأداة للتعبئة السياسية للشباب وتسهيل جهود تجميعهم وتنظيمهم لتحقيق هدف سياسي معين مثل تحفيز الشباب للتسجيل في قوائم الناخبين، أو المشاركة في مشروعات الخدمة العامة، أو تنظيم حملات تأخذ شكل التأييد أو الاحتجاج على سياسات أو تصرفات معينة. كما يستخدم الأنترنت في تعبئة الشباب في العديد من القضايا المتعلقة بالحريات والحقوق العامة[20]. وقد برز استخدام الانترنت كأداة لتعبئة الشباب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، حتى وصل الأمر بالبعض إلى الاعتقاد مجازا أنه لولا الانترنت ما كان لأوباما أن يصل إلى البيت الأبيض حيث استطاع أن يسخر الانترنت للتواصل والحوار مع الشباب، وإقناعهم بأهمية مشاركتهم في الانتخابات وقدرتهم في إحداث التغيير[21].

والواقع، أن الأنترنت يعد من أبرز المستحدثات التكنولوجية ووسائل الإعلام الجديد في عالم الثورة المعلومات، حتى أصبحت أسلوبا للتعامل اليومي ونمطا للتبادل المعرفي كما أن الانتشار السريع لهذه الشبكة جعلها من أهم معالم العصر الحديث، لما أحدثته من آثار عميقة وتغيرات جذرية في أساليب وأشكال التواصل والاتصال المباشر وغير المباشر[22].

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الباحثين أكدوا ابتداء من سنوات السبعينات أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال تدعم الديمقراطية بشكل إيجابي، كما شدد آخرون خلال سنوات الثمانينيات على دورها في دفع الأنظمة الديمقراطية نحو مزيد من التداول والمشاركة المباشرة للمواطنين في الحياة السياسية، وهكذا في إطار أزمة الدمقراطية التمثيلية التي تعرفها المجتمعات الغربية، ومع انتشار الانترنت وازياد استعمالها وسهولة الوصول إليها، ارتفعت التوقعات الجديدة التي تشير إلى أن الإعلام الجديد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال الجديدة تقدم وسيلة للتواصل يمكن الوثوق بها تضمن قدرات تخزين للمعلومات، وتقلل من تكاليف عمليات الاتصال، وبالتالي يمكن أن تساهم في فعالية المسار السياسي والأداء الحكومي[23]. وخير شاهد على ذلك، ما وقع في إسبانيا سنة 2004، فقد مثلت المظاهرات التي عرفتها إسبانيا في 13 مارس 2004، عقب تفجيرات مدريد الإرهابية تحديا مهما للبحث في ميدان التواصل السياسي، حيث تم اللجوء لأول مرة في إسبانيا، إلى تكنولوجيا الاتصال (الأنترنت) من أجل تنظيم العصيان المدني السلمي ومطالبة الحكومة بكشف الحقيقة[24].

II-الإطار الميداني:  

1-الجوانب المنهجية:

تعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية، التي تقوم على رصد ومتابعة دقيقة لظاهرة أو حدث بطريقة كمية أو نوعية في فترة زمنية [25]، ومن ثم تحليلها وتفسيرها وصولاً إلى حقائق دقيقة، كما تعتمد هذه الدراسة على المنهج الكمي.

تكوّن مجتمع الدراسة من النقابيين المغاربة في مدينة فاس، على اعتبار أن هذه الشريحة الاجتماعية المغربية، تهتم بالشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية وتتفاعل مع القضايا الوطنية والاقليمية و الدولية. وقد تشكلت العينة من 300 مفردة من النقابيين الذين ينتمون  للنقابات الخمس الأكثر تمثيلية حسب انتخابات ممثلي المأجورين الأخيرة (2015) بواقع 60 مفردة لكل نقابة (الاتحاد المغربي للشغل ، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ،الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، و الفدرالية الديموقراطية للشغل). وتشكل الإناث حوالي 20/100 من عينة الدراسة انسجاما مع النتائج الأخيرة لهيئة المأجورين. كما روعي في اختيار أفراد العينة الانتماء النقابي منذ 2011م.

 

ـ الحدود الموضوعية: حيث تقتصر الحدود الموضوعية للدراسة على الموضوعات والقضايا التي تعالجها الدراسة، وهي استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية، وعلاقته بتحفيز النقابيين المغاربة على المشاركة في الحراك السياسي والجماهيري الذي يعرفه المغرب منذ 2011م.

ـ الحدود الزمنية: وتمثلت في الفترة 01/03/2016 إلى 31/03/2016. ( المدى الزمني لتطبيق استمارة الاستبيان).

حيث أن الاستبيان قادر على استثارة الأفراد المبحوثين بطريقة منهجية للحصول منهم على أفكار وآراء معينة في إطار البيانات المرتبطة بموضوع البحث وأهدافه.

ويوضح الجدول رقم (1) كيفية توزيع مفردات العينة

توزيع عينة الدراسة

النقابة الذكور الإناث
الاتحاد المغربي للشغل 48 12
الكنفدرالية الديمقراطية للشغل 48 12
الاتحاد العام للشغالين بالمغرب 48 12
الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب 48 12
الفدرالية الديموقراطية للشغل 48 12
المجموع 240 60

 

اعتمد الباحث على الاستمارة كأداة أساسية لجمع المعلومات من أفراد العينة، الذين يمثلون النقابيين في مدينة فاس، على اعتبار أن هذه الأداة توفر قدراً جيداً من الموضوعية العلمية بعيداً عن التحيز.

 

 

 

 

 

 

2-تحليل النتائج وتفسيرها:

جدول رقم (2)

تـوصـيــــــف مجـتـمــــــع الدراســـــــــة

              البدائل والتكرارات

المتغير

البدائل ك %
الجنس ذكر 240 80
أنثى 60 20
المجمــوع 300 100
   السن 25 سنة فأقل 36 12
26 – 35 عاما 64 21.33
36 – 45 عاما 60 20.00
46 عاما فأكثر 140 46.66
المجمــــوع 300 100
الانتماء الحزبــي منتمٍ   حزبياً 92 30.66
غير منتمٍ 208 69.33
المجمــــوع 300 100
جهة العمل قطاع عام أو شبه عام 163 54.33
قطاع خاص 137 45.66
  المجمــــوع 300 100

 

تشير بيانات الجدول رقم (2) إلى أن (80%) من أفراد العينة هم من الذكور وما نسبته (20%) من الإناث, وأن نسبة الذين تقل أعمارهم عن (25) عاماً بلغت (12%), أما الذين تراوحت أعمارهم ما بين (26-35) عاماً فقد بلغت نسبتهم (21.33%), فيما بلغت نسبة الذين تراوحت أعمارهم ما بين (36-45) عاماً حوالي (20.00%)، أما الذين فاقت أعمارهم 46 عاماً فقد بلغت نسبتهم(46.66%). وبخصوص الانتماء الحزبي، فقد بلغت نسبة أفراد العينة المنتمية حزبيا ما نسبته (30.66%), فيما بلغت نسبة غير المنتمين (69.33%).

وفيما يتعلق  بجهة العمل فقد بلغت نسبة الذين يعملون بالقطاع العام أو شبه العام  (54.33%) , أما الذين يعملون بالقطاع الخاص فقد بلغت نسبتهم (45.66%).

مدى استخدام أفراد العينة لمواقع الشبكات الاجتماعية:

استعان الباحث بهذا التساؤل لمعرفة مدى استخدام النقابيين لمواقع الشبكات الاجتماعية ومدى إقبالهم عليها كوسيلة اتصال جديدة تتيح لهم التواصل والتعارف ومبادلة الآراء ومعرفة الأخبار المختلفة .

يتضح لنا أن: نسبة 82.00% من أفراد العينة يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية (282), ونسبة 06.00%  منهم لا يستخدمونها(18).

 

 

*أسباب عدم استخدام النقابيين لمواقع التواصل الاجتماعي*

الجدول رقم (2)

الأســــــــــــباب التكرار النسبة المئوية
يتعرف المستخدم على أشخاص غير أسوياء عبر تلك المواقع 4 22.22
هذه المواقع تروج للإشاعات  المغرضة وتشويه سمعة الآخرين 3 16.67
يتم استغلال هذه المواقع وفقاً لدوافع استغلالية تؤدي إلى انتشار الفضائح 5 27.78
تحتوي هذه المواقع دعاوى تحريض تسعى لنشر  الفتن بين أبناء الوطن 6 33.33
المجـمـــــــــــــــــوع 18 100

 

تشير بيانات الجدول رقم (2) إلى أن النقابيين الذين لا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي والذين بلغ عددهم (18) فرداً بما نسبته (06.00%)، تعود إلى أن هذه المواقع تحوي دعاوى تحريضية تسعى لنشر الفتن بين أبناء الوطن وبما نسبته (33.33%) في المرتبة الأولى، تلاه في المرتبة الثانية أنه يتم استغلال هذه المواقع وفقا لدوافع استغلالية تؤدي إلى انتشار الفضائح  وبما نسبته (27.78%) ، ثم لأن المستخدم يتعرف على أشخاص غير أسوياء عبر تلك المواقع بما نسبته (22.22%)، وأخيرا لأن هذه المواقع تروّج للإشاعات المغرضة وتشويه سمعة الآخرين بنسبة (16.67%).

 

 

 

 

 

 

*دوافع استخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي*

الجدول رقم (3)

الدوافــــــــع التكرار النسبة المئوية
لأنها تتيح الفرصة للتعبير عن الآراء بحرية 90 31.91
التواصل مع الأصدقاء والأقارب وتكوين صداقات وعلاقات جديدة 51 18.09
التسلية والترفيه في مواقع التسلية 33 11.70
لأنها تنمّي المهارات الشخصية والحياتية والتعامل مع الآخرين 28 09.93
لأنها تتيح للمستخدم مناقشة قضايا المجتمع مع الآخرين 65 23.05
لأنها تنفس عن الذات 10 03.55
أخــــــرى 5 01.77
المجـمـــــــــــــــــوع 282 100

 

تشير بيانات الجدول رقم (3) إلى أن دافع “لأنها تتيح الفرصة للتعبير عن الآراء بحرية” جاء في مقدمة الأسباب التي تدفع النقابيين للمشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ حصل على ما نسبته (31.91%)، تلاه دافع ” لأنها تتيح للمستخدم مناقشة قضايا المجتمع مع الآخرين ” بما نسبته (23.05%)، وفي المرتبة الثالثة دافع ” التواصل مع الأصدقاء والأقارب وتكوين صداقات وعلاقات جديدة بنسبة (18.09%)، ثم دافع “التسلية والترفيه في مواقع التسلية التي توفرها هذه المواقع بما نسبته (11.70%)، ولأنها تنمي المهارات الشخصية والحياتية والتعامل مع الآخرين بنسبة (09.93%)، وكذلك لأنها تنفّس عن الذات في بما نسبته (03.55%)، وأخيراً دوافع أخرى بما نسبته (01.77%).

ويتضح من هذه النتائج أن أهم دوافع استخدامات االنقابيين المغاربة لمواقع التواصل الاجتماعي تمثلت في حرية التعبير عن الآراء، ومناقشة قضايا المجتمع، وذلك لعدم وجود أي نوع من الرقابة على الآراء التي يطرحها المشاركون في هذه المواقع، عكس وسائل  الإعلام التقليدية.

 

 

 

 

 

3ـ ترتيب مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر تفضيلًا لدى الشباب الجامعي:

استعان الباحث بهذا التساؤل لمعرفة أي مواقع التواصل الاجتماعي يحظى باهتمام النقابيين المغاربة وتفضيلهم له .

الجدول رقم (4)

شبكات التواصل الاجتماعي         التكرار        النسبة المئوية  
الفيسبوك 199 70.57
تويتر 53 18.80
امستغرام 17 06.03
أخرى 13 04.60
المجموع 282 100

 

يتضح لنا أن: أهم مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر تفضيلًا هي:

موقع فيس بوك ((Facebook بما نسبته (70.57%), يليه موقع تويتر بما نسبته (18.80%)، ثم امستغرام بما نسبته (06.03%) وأخيرا شبكات أخرى مثل لنكدن ومايسبيس بما نسبته(04.60%) .وقد جاءت النتائج لتؤكد ما ذهب إليه” التقرير الصادر عن كلية دبي للإدارة الحكومية سنة2011 ، حيث أن عدد مستخدمي موقع الفيس بوك في الوطن العربي يقدر بـ ( 27 مليون) مستخدم وهو أكبر دليل على المكانة  التي تشغلها وسائل الإعلام المجتمعية في الحياة”[26]. كما تشير هذه النتيجة إلى أن المبحوثين يفضلون موقع الفيس بوك لأنه لا يقتصر على نوع واحد من المحتوى بل أنه يجمع ما بين الصور ومقاطع الفيديو والكتابات أو التعليقات وهو بذلك يوفر فرصاً مختلفة للمبحوثين للمشاركة.

 

4.الوقت الذي يقضيه أفراد العينة  في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

الجدول رقم (5)

النسبة المئوية       التكرار          الوقت         
60.29 170 أقل من 3 ساعات يومياً
31.91 90 من 3 – 5 ساعات يوميا
07.80 22 أكثر من 5 ساعات يوميا
100 282 المجموع

 

 

توضح بيانات الجدول رقم (5) أن (60.29%) من المستجوبين يقضـون أقـل من 3 ساعات يومياً في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وأن ما نسبته (31.91%) يقضون ما بين 3 – 5 ساعات يومياً، فيما بلغت نسبة الذين يستخدمون هذه المواقع أكثر من 3 ساعات (07.80%)، مما يعني أن النقابيين يقبلون على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وأن هذه المواقع لها دور في حياتهم الشخصية والاجتماعية نظرا لطبيعة الأوقات التي يقضونها في استخدامها، مما يعني أن هذه المواقع تقدم خدمات متنوعة تحظى بإقبال الشباب عليها.

5ـــ أهم الموضوعات التي يفضل  النقابيون مناقشتها عبر مواقع الشبكات الاجتماعية:

استخدم الباحث هذا التساؤل لمعرفة أهم الموضوعات التي يفضل النقابيون مناقشتها والتحدث فيها عبر مواقع الشبكات الاجتماعية وذلك لمعرفة موقع الموضوعات المتعلقة بالحراك السياسي وأهميتها بين هذه الموضوعات والتي جاءت في ترتيب متقدم .

الجدول رقم (6)

المواضيع المناقشة التكرارات النسب المئوية
 الاجتماعية 116 41.13
الحقوقية 70 24.82
السياسية 74 26.23
العلمية والثقافية 16 05.70
مواضيع أخرى 06 02.12
المجموع 282 100

 

يتضح لنا أن: أهم الموضوعات التي يفضل النقابيون مناقشتها عبر مواقع الشبكات  الاجتماعية هي: الموضوعات الاجتماعية بما نسبته 41.13%، ثم الموضوعات السياسية بما نسبته 26.23 % في الترتيب الثاني، وحلت الموضوعات الحقوقية  في الترتيب الثالث بما نسبته 24.82%، ثم جاءت الموضوعات العلمية والثقافية بما نسبته 05.70%، وأخيراً مواضيع أخرى بنسبة 02.12%.

 

ومما سبق، يتضح حصول الموضوعات الاجتماعية و السياسية والحقوقية على المراتب الثلاث الأولى من بين أهم الموضوعات التي يفضل النقابيون مناقشتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا يدل على أن الشئون السياسية وما يتعلق بها أصبحت تحتل مكانة متقدمة في ترتيب أولويات اهتمام النقابيين.

” حيث أصبحت مفردات مثل المدونات « bloggs »، والفيس بوك « facebook »، واليوتوب « youtube » من الألفاظ الشائعة في مجال العمل السياسي في العديد من دول العالم”[27].

 

 

6-أشكال تفاعل النقابيين مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي

الجدول رقم (7)

أشكال التفاعل التكرار النسبة المئوية
    تقاسم المعلومات والأخبار والفيديوهات 180 29.13
   مناقشة جماعية داخل المجموعات 111 17.96
 مناقشة جماعية مفتوحة مع الجميع 164 26.54
تعليقات 73 11.81
رسائل محادثة (شات) 64 10.35
أشكال أخرى 26 04.21
المجموع* 618 100

 

*سمح لأفراد العينة باختيار أكثر من إجابة.

وفيما يتعلق بأشكال تفاعل النقابيين مع  الآخرين  عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أظهرت النتائج أن (29.13%) من النقابيين يلجؤون إلى  تقاسم المعلومات والأخبار والفيديوهات وما نسبته (26.54%) يستخدمون المناقشة الجماعية المفتوحة، في حين (17.96%)يستخدمون المناقشة الجماعية داخل المجموعات، وما نسبته (11.81%) يعتمدون على التعليقات، بينما (10.35%) يلجؤون لرسائل المحادثة (شات) للرسائل البريدية، أما 04.21 %) يستخدمون أشكالا أخرى للتفاعل. على العموم، تظهر النتائج أن النقابيين يستخدمون أشكال التفاعل المباشرة مع الآخرين بالدرجة الأولى،  والتي تتيح تبادل الآراء وتنسيق المواقف، والتحفيز على المشاركة المدنية والسياسية الفاعلة.

7-مشاركة النقابيين في الحراك الجماهيري من خلال مواقع التواصل الاجتماعي

جدول رقم (8)

 

المتغير التكرار النسبة المئوية
دائماً 80 28.37
أحيانا 88 31.20
نادراً 76 26.95
لا أشارك 38 13.48
المجـمـــــــــــــــــوع 282 100

 

 

أما فيما يتعلق بمشاركة النقابيين في الحراك السياسي، الذي يطالب بتوسيع هامش الحريات والحقوق وتعزيز المكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المغرب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تشير بيانات الجدول رقم (8) إلى أن (28.37%) من النقابيين يشاركون دائما، وما نسبته (31.20%) من النقابيين يشاركون أحياناً، و (26.95%) يشاركون نادراً، فيما بلغت نسبة الذين لا يشاركون(13.48%).

تفيد النتائج أن ما نسبته (86.52%) من النقابيين يشاركون في الحراك الجماهيري عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، مما يعكس طبيعة الاهتمام والتفاعل الذي يوليه النقابيون لموضوعات الحراك الجماهيري، خاصة وأن طبيعة الاهتمام والمشاركة ترتبط بطبيعة الأدوار والمهام التي تؤديها النقابة.

كما تدل النتائج على “أن الأنترنت أصبح يستخدم في تنظيم حملات تأخذ شكل التأييد أو الاحتجاج على سياسات أو تصرفات معينة، كما يستخدم في تعبئة الشباب في العديد من القضايا المتعلقة بالحريات والحقوق العامة”[28].

 

 

 

8-العلاقة بين السمات  الديموغرافية للنقابيين والمشاركة في الحراك الجماهيري من خلال مواقع التواصل الاجتماعي

 

وحول العلاقة بين  السمات الديموغرافية للنقابيين، والمشاركة في الحراك الجماهيري عبر مواقع التواصل  الاجتماعي، تشير البيانات إلى عدم وجود علاقة إحصائية دالة. ويعزو الباحث ذلك إلى ما تتميز به مواقع التواصل الاجتماعي من سمات تتمثل بتعددية الآراء ومناقشة القضايا الجماهيرية بدرجة كبيرة من الحرية، وأن إتاحة هذه  المواقع الفرصة للتعليق وإبداء الآراء في القضايا المثارة، ساعد في جذب الجمهور نحو مضامين هذه المواقع دون تمييز بين ذكور وإناث، أو أصحاب الدخل المختلف وأيضاً بين من ينتمون حزبياً أو من لا ينتمـــون.

وعموما، تعد مواقع التواصل الاجتماعي من الوسائل الاتصالية الحديثة التي يتواصل من خلالها الملايين من مستخدمي شبكة الانترنيت لا يفصل بينهم أية عوامل مثل السن أو النوع أو المهنة أو الجنسية، فهؤلاء تجمعهم ميول واهتمامات مشتركة وهو ما يجعل الشباب أكثر تعرضا لهذه المواقع، نظرا لإقبالهم المتزايد على استخدام التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في هذه الشبكات أكثر من أي فئة أخرى وذلك بسبب بعض العوامل النفسية والاجتماعية المتمثلة في رغبة الشباب في إقامة علاقات وصداقات مع الآخرين في مختلف دول العالم[29].

وفيما يلي أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة:

1- أظهرت نتائج الدراسة استخدام النقابيين لشبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير؛ وهذا بدوره أدى إلى تكوين المجموعات والعلاقات بين النقابيين  وتقاسم الأخبار والمعلومات، أي أنها أصبحت وسيلة إعلام اجتماعي وسياسي جديدة، لها دورها السياسي الذي لا يمكن تجاهله أو تبخيسه.

– تشير نتائج الدراسة إلى أن نسبة عالية من شباب مجتمع الدراسة تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي، وجاء موقع (فيس بوك) في الترتيب الأول، باعتباره أفضل مواقع التواصل الاجتماعي لدى الشباب وذلك بنسبة 70.57%, يليه (تويتر) بنسبة18.80%, ثم (امستغرام) بنسبة%06.03 الذي أتى في المرتبة الثالثة؛ وهو ما يؤكد  أن موقع (فيس بوك) كان له تأثير كبير على الحراك السياسي والاجتماعي للنقابيين المغاربة.

– جاءت الموضوعات الاجتماعية والسياسية والحقوقية في مقدمة الموضوعات التي يفضل النقابيون مناقشتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ وهذا يرجع إلى طبيعة المرحلة السياسية التي يعيشها المجتمع المغربي بعد هبوب رياح الربيع العربي وإصدار دستور يوليوز2011 م وإلى طبيعة الدور الاجتماعي والدستوري الذي تلعبه النقابات المغربية.

– تشير نتائج الدراسة إلى تنوع دوافع استخدام النقابيين لمواقع الشبكات الاجتماعية، حيث جاء دافع إتاحة الفرصة للتعبير عن الآراء بحرية في المرتبة الأولى، وهذا يرجع إلى أن الاهتمامات المتعلقة بتوسيع مساحات الحرية والحقوق لدى النقابيين أصبحت تحتل مكانة متقدمة في استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي.

-تظهر النتائج أن النقابيين يستخدمون أشكال التفاعل المباشرة مع الآخرين بالدرجة الأولى،  والتي تتيح تبادل الآراء وتنسيق المواقف، والتحفيز على المشاركة المدنية والسياسية الفاعلة.

-تفيد النتائج أن ما نسبته (86.52%) من النقابيين يشاركون في الحراك الجماهيري عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، مما يعكس طبيعة الاهتمام والتفاعل الذي يوليه النقابيون لموضوعات الحراك الجماهيري، خاصة وأن طبيعة الاهتمام والمشاركة ترتبط بطبيعة الأدوار والمهام التي تؤديها النقابة.

 

– تعد النقابات المهنية من أكثر المؤسسات المجتمعية المغربية اهتماماً وتفاعلاً مع القضايا والشؤون العامة، الأمر الذي يدعو القائمين عليها إلى تشجيع المنتسبين إليها على مواكبة التطور التكنولوجي وثورة الإعلام والاتصال ، وذلك باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي نظراً لأهمية الدور الذي باتت تلعبه هذه المواقع في العديد من المجالات الحياتية وخاصة موضوع المشاركة السياسية والمدنية الفاعلة.

– إجراء دراسات مماثلة على مجتمعات مختلفة تتجاوز نقابيي مدينة فاس وتضم كل فئات النقابيين المغاربة، وكذلك إجراء دراسات مقارنة على المجتمعات العربية  وخاصة تلك التي تعرف حراكا سياسيا ملحوظا.

 

 

 

 

المراجع:

1-العربية:

1- بن سعود  البشر، محمد،  مقدمة في الاتصال السياسي، الرياض: مكتبة العبيكان، الطبعة  الثانية،1429ه.

2 – بنهلال، محمد، الإعلام الجديد ورهان تطوير الممارسة السياسية : تحليل لأهم النظريات والاتجاهات العالمية والعربية، مؤلف جماعي ” الإعلام وتشكيل الرأي العام وصناعة القيم ” ،مركز  دراسات الوحدة العربية، سلسلة كتب المستقبل، العدد69، ط1 ، بيروت ، نونبر، 2013.

3-حسن، أشرف جلال، أثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالإنترنت ورسائل الفضائيات على العلاقات الاجتماعية والاتصالية للأسرة المصرية والقطرية، المؤتمر العلمي الأول “الأسرة والإعلام وتحديات العصر”، الجزء الثاني، فبراير، كلية الإعلام، جامعة القاهرة،2009.

4-ربحي مصطفى عليان، و محمد عثمان ،غنيم ، مناهج وأساليب البحث العلمي، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان،2000.

5-سامي عبد الفتاح، علياء، دور وسائل الاتصال الحديثة في تشكيل العلاقات الاجتماعية لدى الشباب االجامعي، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة،2007م.

-6- سعيد تاج الدين، أحمد، الشباب والمشاركة السياسية، الهيئة العامة للاستعلامات، القاهرة،2010.

7-عبد الصادق حسن عبد الصادق، “تأثير استخدام الشباب الجامعي في الجامعات الخاصة البحرينية لمواقع التواصل الاجتماعي على استخدامهم   وسائل الاتصال التقليدية”، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، المجلد7، العدد1،2014.

8-عبد القوي ،محمود ” دور الإعلام البديل في تفعيل المشاركة السياسية لدى الشباب. دراسة تطبيقية على الشبكات الاجتماعية الافتراضية”، ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر العلمي الخامس عشر “الإعلام والإصلاح. الواقع والتحديات”، القاهرة، جامعة القاهرة، كلية الإعلام، الجزء الثاني، 2009 م.

-9-عماد مكاوي، حسن و السيد ليلى حسين، الاتصال ونظرياته المعاصرة ،الطبعة الأولى، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية،1998.

10- فتح الله ،عبد الناصر ،  صفقوا لخطبة الزعيم ، الاتصال السياسي في المغرب ، الرباط  مطابع أمبريال ،2002.

11-قنيفة، نورة ، ممارسات الشباب الجامعي للمواطنة الرقمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مجلة علوم الإنسان والمجتمع، كلية العلوم الإنسانية  والاجتماعية، جامعة بسكرة، الجزائر، العدد12، نونبر2014.

12-الكحكي، عزة مصطفى ، استخدام الانترنت وعلاقته بالوحدة النفسية وبعض العوامل الشخصية لدى عينة من الجمهور بدولة قطر،، أبحاث المؤتمر الدولي الإعلام الجديد: تكنولوجيا جديدة، لعالم جديد، جامعة البحرين 7-9 أبريل، 2009.

13- منى محمود، عليوة  : المشاركة السياسية ، موسوعة الشباب السياسية، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام، القاهرة ،2000.

14- يحيى اليحياوي، الشبكات الاجتماعية والمجال العام بالمغرب: مظاهر التحكم والدمقرطة، مركز الجزيرة للدراسات، 08 نونبر2015.

15-تقرير الإعلام الاجتماعي العربي، كلية دبي للإدارة الحكومية، الإصدار الثاني، الإمارات العربية المتحدة، مايو2011.

 

 

2-الأجنبية:

1-Abderrahmane AMSIDDER, Fathallah DAGHMI,Farid TOUMI,  « La mobilisation sociale à l’ère des réseaux sociaux. Cas du Maroc », ESSACHESS. Journal for Communication Studies, vol. 5, no. 1(9) , 2012, 151-161 , http://www.essachess.com/index.php/jcs/article/view/156/141

2-Boyd, Danah, and Ellison, Nicole, Social Network Sites: Definition, History, and Scholarship, journal of computer mediated communication1, 13 (1),2007.

3-Dewdney Andrew and Ride Peter, The new media handbook, London, routeledge, 2006.

4-Joseph, Graf , “The Audience for Political Blogs ” ,Institute for Politics ,Democracy    & the internet, The George Washington University October 2006 , Available at http://www.Knightdigitalmediacentre.Org/resources/Pdf/2007 Election08-The20% Audience 20% for20%political20%Blogs.pdf.

5-Oscar Garcia Lnengo, «  E. Activism ; new Ledia and Politica Participation in Europe, » Confimes (2-4 Auhust- Decembre 2006).

6-Sahar khamis,Paul B,Gold and Katherine Vaughn,Beyond Egypts ‘Face book Revolution ‘and Syria’s’’ youtubeUprising’’comparing Political contexts,Actors and communication strategies,Arab Media society,No:15.2012.

 

[1]  علياء سامي عبد الفتاح  دور وسائل الاتصال الحديثة في تشكيل العلاقات الاجتماعية لدى الشباب الجامعي، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة،2007م.

 

[2] Boyd, Danah, and Ellison, Nicole, Social Network Sites: Definition, History, and Scholarship, journal of computer mediated communication1, 13 (1),2007,p :26.

[3] Dewdney Andrew and Ride Peter, The new media handbook, London, routeledge, 2006, p: 210.

[4]د. نورة قنيفة، ممارسات الشباب الجامعي للمواطنة الرقمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مجلة علوم الإنسان والمجتمع، كلية العلوم الإنسانية  والاجتماعية، جامعة بسكرة، الجزائر، العدد12، نونبر2014، ص: 380.

نفس المرجع، ص:382.[5]

د. يحيى اليحياوي، الشبكات الاجتماعية والمجال العام بالمغرب: مظاهر التحكم والدمقرطة، مركز الجزيرة للدراسات، 08 نونبر2015ص:4.[6]

المرجع نفسه، ص ص:13-14.[7]

[8]حسن، أشرف جلال (2009)، أثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالإنترنت ورسائل الفضائيات على العلاقات الاجتماعية والاتصالية للأسرة المصرية والقطرية، المؤتمر العلمي الأول “الأسرة والإعلام وتحديات العصر”، الجزء الثاني، فبراير، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، ص :478 – 479.

[9]Abderrahmane AMSIDDER, Fathallah DAGHMI,Farid TOUMI,ESSACHESS.Journal for communication studies,vol5,no.1(19)/2012 151-161 version française (essachress.com).

د. يحيى اليحياوي ، مرجع سابق.[10]

[11]محمود عبد القوي ” دور الإعلام البديل في تفعيل المشاركة السياسية لدى الشباب. دراسة تطبيقية على الشبكات الاجتماعية الافتراضية”، ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر العلمي الخامس عشر “الإعلام والإصلاح. الواقع والتحديات”، القاهرة، جامعة القاهرة، كلية الإعلام، الجزء الثاني، 2009 م.

[12]Sahar khamis,Paul B(2012),Gold and Katherine Vaughn,Beyond Egypts ‘Face book Revolution ‘and Syria’s’’ youtubeUprising’’comparing Political contexts, Actors and communication strategies, Arab Media society,No:15.

[13]Joseph Graf (2007). The Audience for Political Blogs ” Institute for Politics ,Democracy    & the internet, The George Washington University October 2006 ,

Available at http://www.Knightdigitalmediacentre.Org/resources/Pdf/2007 Election08-The20% Audience 20% for20%political20%Blogs.pdf.

 

[14] عبد الصادق حسن عبد الصادق، “تأثير استخدام الشباب الجامعي في الجامعات الخاصة البحرينية لمواقع التواصل الاجتماعي على استخدامهم   وسائل الاتصال التقليدية”، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، المجلد7، العدد1،2014، ص:35.

 محمد بن سعود  البشر، مقدمة في الاتصال السياسي، الرياض: مكتبة العبيكان، الطبعة  الثانية،1429ه،ص: 47.[15]

[16]عماد مكاوي، وليلى السيد، الاتصال ونظرياته المعاصرة ،الطبعة الأولى، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية،1998، ص:247.

 

[17] -عليوة  منى محمود : المشاركة السياسية – موسوعة الشباب السياسية، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام القاهرة  2000  ص :5

[18] – عبد الناصر فتح الله،  صفقوا الخطبة الزعيم ، الاتصال السياسي في المغرب ، الرباط  مطابع أمبريال ،2002،ص :80

[19] أحمد سعيد تاج الدين الشباب والمشاركة السياسية، الهيئة العامة للاستعلامات، القاهرة،2010، ص: 35-36.

نفس المرجع،ص:37.[20]

[21] نفس المرجع،ص: 37.

[22] عزة مصطفى الكحكي، استخدام الانترنت وعلاقته بالوحدة النفسية وبعض العوامل الشخصية لدى عينة من الجمهور بدولة قطر،، أبحاث المؤتمر الدولي الإعلام الجديد: تكنولوجيا جديدة، لعالم جديد، جامعة البحرين 7-9 أبريل 2009،ص 268.

[23] -محمد بنهلال، الإعلام الجديد ورهان تطوير الممارسة السياسية : تحليل لأهم النظريات والاتجاهات العالمية والعربية، مؤلف جماعي ” الإعلام وتشكيل الرأي العام وصناعة القيم ” مركز  دراسات الوحدة العربية، سلسلة كتب المستقبل، العدد69، ط1 ، بيروت ، نونبر، 2013 ، ص : 18.

[24] -Oscar Garcia Lnengo, «  E. Activism ; new Ledia and Politica Participation in Europe, » Confimes (2-4 August- Decembre 2006) ; p :59.

[25]عليان، ربحي مصطفى وغنيم، محمد عثمان ، مناهج وأساليب البحث العلمي، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان،2000،ص: 43.

 

تقرير الإعلام الاجتماعي العربي، كلية دبي للإدارة الحكومية، الإصدار الثاني، الإمارات العربية المتحدة، مايو2011. [26]

أحمد سعيد تاج الدين، مرجع سابق ، ص:35.[27]

أحمد سعيد تاج الدين، مرجع سابق، ص:37.[28]

[29] Boyd, d. & Ellison, N. B. (2007). Social Network Sites: Definition, History, and  Scholarship.Journal of Computer-Mediated Communication, 13(1),p :26.

Exit mobile version